نشرت مديريّة الثّقافة على صفحتها الرّسمية بـ «فايسبوك» منشورا خطيرا يدعو إلى الكراهية والتّعصّب ونشر الفتنة والعنف، ولم تكتف المديرية بذلك، بل راحت تشكّك في الفاتح الاسلامي عقبة بن نافع الفهري، الذي فتح القيروان ووحّد بين دول المغرب العربي، ولا يزال ضريحه إلى اليوم على مشارف مدينة سيدي عقبة ببسكرة.
هجمة غير حضارية من مؤسّسة عمومية، مهمّتها نشر التّسامح وقيم الأخوّة بين النّاس، هيئة ثقافية الأدهى بها نشر التّصالح وقبول الرأي الآخر، وتكريس ثقافة التباين في الأفكار والرؤى، وليس الطعن في شرف التاريخ والإساءة إليه بدواعي عرقية تعصّبية بعيدة عن الحقيقة، خاصة ونحن في بلد مسلم قائم على التّعايش التاريخي، لا وجود فيه لعرقيّات ولا صراع اثني.
الحديث يجرّنا إلى حادثة وقعت منذ أشهر قليلة، عندما نشر مدير الثقافة لولاية المسيلة على صفحته الخاصة منشورا نقل فيه شهادة بعض المؤرّخين في حق أحد الزّعماء التّاريخيّين،فقامت الدنيا تندّد وتشجب ذلك العمل الذي قام به المدير رابح ظريف، وتمّ سجنه وتوقيفه عن العمل.
منشور مديرية الثّقافة ببجاية بعيد عن الأخلاق والأعراف، وأقرب إلى الجرم. الإساءة هنا أكثر فضاعة من منشور سابق عوقب صاحبه، حتى ولو تدخّلت الوصاية وقامت بتوبيخ المديرة ومنعها من التواصل بذات الصفحة كان على وزيرة الثقافة المعاملة بالمثل، برأي معلّقين في الفضاء الأزرق، توقيف المديرة أولا ومتابعتها قضائيا بتهمة الاساءة إلى شخصيات دينية تحمل قداستها وتاريخها الإسلامي، إضافة إلى نشر خطاب الكراهية والتعصب من صفحة رسمية لهيئة وزارية.
من يصف القائد الإسلامي عقبة بن نافع بمجرم حرب، يدعو ودون تحفّظ إلى الكراهية، في وقت تحاول فيه أمم أخرى تبييض صورتها وتشويه صورة أخرى، وتغرس ثقافة انسلاخ وثقافة حقد بين الأجيال.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.