تسارعت وتيرة الأحداث السياسية والأمنية في ليبيا، رغم إعلان طرفي النزاع وقف إطلاق النار، لكن الأوضاع الميدانية تشهد تطورا لافتا وتصاعد حدة التوتر، ما دعا الأمم المتحدة إلى التحرك عاجلا والدعوة إلى عودة العملية السياسية الشاملة نحو التهدئة والتسوية بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. من جانبه يبحث وفد تركي في موسكو الملف الليبي لإنهاء حالة التوتر.
تسعى الأمم المتحدة عبر المبعوثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، إلى إعادة بناء الإعلانات، التي كانت خرجت عن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والمستشار عقيلة صالح لتثبيت وقف إطلاق النار في الأراضي الليبية، والاستئناف الكامل لعمليات إنتاج وتصدير النفط لصالح جميع الليبيين والمناطق الليبية.
ولجأت الأمم المتحدة إلى توسيع استشارتها مع دول الجوار لفهم أسباب تجدد الصراع، على الرغم من كل عمليات التسوية السابقة بين طرفي النزاع.
وفي القاهرة التقت، أول أمس، المبعوثة الأممية الأمينَ العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ووزير الخارجية المصري سامح شكري في خطوة للدفع نحو التهدئة والتسوية السياسية في ليبيا. وعرض أبوالغيط في اللقاء، مجمل ثوابت الجامعة العربية بخصوص الوضع الليبي والمرتكزة على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة للأزمة الليبية، عبر استكمال المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق رسمي ودائم لوقف إطلاق النار تحت رعاية ومراقبة البعثة الأممية.
ومن ضمن ثوابت الجامعة العربية بشأن الوضع في ليبيا، عودة الأطراف السياسية إلى الحوار السياسي تحت الرعاية الأممية، للتوصل إلى خارطة طريق تنهي المرحلة الانتقالية وتتوجها بانتخابات رئاسية وتشريعية يرتضي الجميع بنتائجها. وشدد أبوالغيط على «أن مجمل هذه الجهود لا يمكن أن تنجح ما لم تتوقف كافة التدخلات العسكرية الخارجية في الأزمة الليبية، ويتم الالتزام بحظر السلاح المفروض على البلاد من قبل مجلس الأمن وأن ينخرط الليبيون في عملية سياسية جادة ووطنية خالصة لمعالجة كافة جوانب الأزمة الليبية بأبعادها الأمنية والسياسية والاقتصادية المتداخلة».
وأطلعت وليامز، أبو الغيط، على مختلف الجهود التي تبذلها البعثة الأممية في سبيل حلحلة الأزمة الليبية على مساراتها المختلفة، ومتابعة تنفيذ مخرجات قمة برلين لتأمين وحدة الصف الدولي من أجل مرافقة الأطراف الليبية في هذه المسيرة، إذ عبرت عن تقديرها لدور الجامعة العربية في هذا المضمار، والمساندة التي تقدمها للبعثة الأممية بحكم عضويتها في لجنة المتابعة الدولية لعملية برلين، ورئاستها المشتركة لمجموعة العمل السياسية المنبثقة عنها.
وتؤكد الأمم المتحدة على الدور المصري في تسوية الأزمة الليبية، باعتبارها طرفا فاعلا. وأكد وزير الخارجية المصري «دعم القاهرة لأية خطوات تدفع نحو التهدئة والتسوية السياسية في ليبيا بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب الليبي». وشدد، لدى استقباله الممثلة الخاصة للأمين العام الأممي بالنيابة في ليبيا على الدور المهم الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة في الأزمة الليبية.
وتركز الأمم المتحدة على سبل دفع جهود تسوية الأزمة الليبية على مساراتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والعودة إلى الحوار السياسي الجامع بين الأطراف الليبية وتحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي إطار المساعي الدولية يزور وفد تركي موسكو لبحث الأزمة الليبية والسورية. وأوضحت الخارجية التركية في بيان، أن الوفد برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، سيبحث مستجدات الأوضاع في وليبيا وسوريا. وأضاف البيان، أن الوفد التركي سيبحث مع مسؤولين روس، مسائل إقليمية، في مقدمتها الأزمتان السورية والليبية.