يواجه الأولياء سيما الأمهات العاملات بعد رفع العطلة الاستثنائية مؤخرا عن النساء الحوامل واللواتي يتكفلن بتربية الأطفال الذين يقل عمرهم عن 14 سنة، الكثير من المشاكل سيما في التوفيق بين الالتحاق بوظائفهن، والائتمان على مصير أبنائهن، حيث وجدن أنفسهن في حيرة خاصة وأن رياض الأطفال لحد الساعة لم تفتح أبوابها فهي الأخرى غارقة في تحضير نفسها والعمل على اتخاذ كل التدابير الموصى بها، سيما ما تعلق بتطبيق البروتوكول الصحي للوقاية من كورونا.
اعتبرت أمين عام شبكة” ندى” خيرات حميدة، أن البروتوكول الصحي الذي أصدرته وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة شامل، ولكنه صعب على المستوى التطبيقي، الأمر الذي قد يسبب ضغطا على الأطفال وأوليائهم وأصحاب الروضات وحتى العاملين بها.
وشددت خيرات حميدة، أمس، في اتصال بــ”الشعب” على أن تطبيق البروتوكول الذي لم يتم فيه إشراك الشركاء الاجتماعيين والمختصين التربويين في طرحه وضبطه، من شأنه أن يشكل ضغطا كبيرا على الطفل لأنه لم يراع خصائصه وحاجياته النفسية، مؤكدة أن تقييد الطفل وإعادة تذكيره باحترام التباعد الجسدي بينه وبين أقرانه على مدار ساعات يؤثر سلبا على نفسيته ولا يشبع رغباته في التواصل مع الجماعات، لأن العمل بدور الحضانة جماعي.
وأضافت المتحدثة أنه بعد قطيعة 6 أشهر من الصعب على دور الحضانة التي تفتقر للإمكانيات تجسيد البروتوكول الذي يستوجب توفير الإطار التربوي بالعدد الكافي من أجل ضمان التباعد بين الأطفال، والحرص على تطبيق جميع التدابير الوقائية التي أقرتها الوزارة والتي تعكر مزاج الطفل وتجعله ينفر من الذهاب إلى الروضة، خاصة صغار السن في المرحلة العمرية الأولى بين سنتين إلى 3 سنوات.
وقالت خيرات حميدة، أن القرار قد يحدث فوضى بسبب صعوبة التطبيق وغياب الإمكانيات يعمق المشكل أكثر، على غرار إجبارية تعليق الملصقات التوعوية والتحسيسة على مستوى دور الحضانة وبشعار الروضة، الأمر الذي وجد فيه الكثير من المسؤولين صعوبة حسب بعض الشكاوى التي تلقتها الجمعية.
وأفادت أمين عام شبكة ” ندى “، أن الشروط والتدابير الوقائية التي أقرتها السلطات تضمن سلامة الأطفال إن طبقت بشكل جيد، على غرار تخصيص مصلحة الكشف والمعاينة والتكفل النفسي بالأطفال لمرافقتهم في مواجهة جائحة كورونا، وإجراء الكشوفات الطبية على الأساتذة والمربيين والطاقم الإداري للمؤسسة، مع الحرص على توزيع المحلول المطهر،وإحضار الاقنعة بالعدد الكافي.
وأثارت المتحدثة باسم الجمعية تعليمة استخدام 50 % من قدرات استقبال المؤسسات، واصفة الأمر بالصعب بسبب قطيعة 6 اشهر التي كلفتهم خسائر كبيرة، وكذا تحديد العدد بالشكل المشار إليه لا يضمن المداخيل المرغوب فيها،إلى جانب مشكل عدم استخدام المكيفات الهوائية يجعل مسؤولي رياض الأطفال أمام موقف صعب وتدابير أخرى لا تنفع الأطفال.
ونوّهت ذات المسئولة، أنه فور الإعلان عن قرار فتح دور الحضانة تهاطلت الاتصالات على الجمعية ومن طرف مربيين مختصين استنكروا بعض الإجراءات التي يصعب تطبيقها في هذا الظرف القياسي، خاصة وأنها جاءت بشكل فجائي،داعية مسؤولي هذه المؤسسات التحلي بالمسؤولية والذكاء في التعامل مع التدابير الوقائية التي أقرتها الوزارة وبالشكل الذي يضمن سلامة الأطفال.
مسؤولون يسابقون الزمن لافتتاح رياض الاطفال والأولياء متخوفون
من جهتها زارت “الشعب” بعض رياض الأطفال بالعاصمة ووقفت عند عملية سير إجراءات تطبيق البروتوكول الصحي، حيث كانت لنا زيارة الى بلدية الدار البيضاء شرق العاصمة عند روضة الشمس الثلاث، حيث كان لنا حديث مع مديرة المؤسسة وأكدت حرصها على تطبيق البروتوكول بحذافيره وفق ما أقرته الوزارة الوصية، إلى جانب تطبيق بعض إجراءات السلامة التي تضمن صحة أطفالنا.
وعرّجت المتحدثة في ذات السياق، إلى مشكل ضيق الوقت وقلق بعض الأولياء الذين عجزوا بعد رفع قرار استئناف العطل لدى المربيات إيجاد مكان لرعاية أطفالهم، في وقت تحاول فيه المؤسسة التعجيل بتطبيق الإجراءات الصحية، حيث كانت وجهتنا قاعة الاستقبال التي أبعدت فيها الطاولات لاحترام مسافة التباعد، وكذا عمليات تنظيف الغرف في محاولة لإعادة التزيين وضمان النظافة لاستقبال الأطفال.
وكانت الوجهة الثانية روضة الساحر بحي الشعبة ببلدية سيدي لمحمد، أين استوقفتنا أشغال الصيانة وكان لنا حديث عبر الهاتف مع مديرة الروضة التي أكدت استحالة الفتح خلال الأسبوع المقبل دون وضع إستراتيجية تطبيق البروتوكول الصحي التي تضمن صحة وسلامة الأطفال، خاصة ما يتعلق باستخدام 50 بالمائة من قدرات الاستقبال في حين عدد الأطفال الموجودين وفق التسجيل القديم يفوق النسبة بكثير،بالإضافة إلى تطبيق التباعد الجسدي في النشاط الجماعي للأطفال مهمة صعبة، مؤكدة أن العمل سيكون بما يخدم مصلحة الأطفال.
واختتمنا وجهتنا إلى مدرسة العباقرة التي تضم روضة تابعة للمجمع المدرسي، أين لاحظنا التسابق مع الوقت لإنهاء التدابير الوقائية قبل الافتتاح الرسمي المقرر الأسبوع المقبل.
من جهتهم، أكد عدد من أولياء الأطفال الذين تحدثوا لـ”الشعب” أن الوضع صعب، بالنظر الى غياب جهة تستقبل أطفالهم في ظل التأخير المسجل في فتح دور الحضانة التي اشترطت أشترط عليها تحديد عدد الأطفالو، بحيث تجد هذه المؤسسات نفسها مجبرة على استخدام 50 % من قدرات استقبال هذه الـمؤسسات في مرحلة أولى،و احترام التباعد الجسدي، وإخضاع جميع الـمستخدمين لاختبار فحص كوفيد- 19 قبل فتح أبوابها، والارتداء الإجباري للقناع الواقي لجميع الـمستخدمين.
وعمدت بعض دور الأطفال إلى قبول الذين يعملون أولياءهم فقط، في حين فضلت الأخرى اعتماد قائمة الاطفال المسجلين لديهم، وفي كلتى الحالتين تبقى شريحة كبيرة من الأمهات والأطفال في حالة حيرة وضياع.
أما الماكثات في البيت فهن الآخريات ينتظرن بعين الترقب أن يرفع البلاء وتعود الحالة الصحية الى طبيعتها من اجل افتتاح تسجيلات أخرى تتعلق بهذه الفئة، من اجل ادماج اطفالهم في العالم الخارجي عبر الاحتكاك بأقرانهم ولكن وفقا الشروط الصحية والوقائية أقرتها الوزارة الوصية.