نجتهد في جريدة «الشعب» من أجل تقديم خدمة صحفية إعلامية أخرى تلبّي ما أمكن من الطّلب الإعلامي لمختلف الفئات الاجتماعية.
نتمنّى أن يقترن الاجتهاد بالنّجاح، وأن نتمكّن فعلا من حمل رسالة التّغيير باعتباره مشروعا استراتيجيّا، وأن نوصل لمن يقرأنا معاني مشروع التّغيير لبناء جزائر جديدة.
في هذا المشروع ينبغي أن يعود لصاحب القرار ما يعود له، وأن يعود للسياسي ما ينبغي أن يكون له، وأن يعود للمجتمع المدني ما هو له، وأن يعود للإعلامي دوره ووظيفته، وأن تتحدّد الأدوار بشكل واضح، وأن يتوقّف كل اعتداء وكل تجاوز للأدوار والصّلاحيات، وذلك يعني انضباطا صارما في أداء كل الأطراف.
لا مشروع سياسي من دون مشروع إعلامي يسنده ويبلغ رسائله، في إطار منطق الاحترافية وما يضمن المصداقية، وأن تكون وسائل الإعلام، العمومية والخاصة، فضاءات حوار وفضاءات تعبير حرّ عن الذّكاء خدمة لمشروع التّغيير.
في كل الأحوال اتّضح جليّا أمام الجميع أنّ المليارات التي تنفقها الدولة لدعم الصّحافة تذهب أحيانا كثيرة، في الواقع القائم منذ سنين طويلة، إلى تعميم رداءة لم تفد الصحافة ولم تفد الحرية ولم تفد الحقيقة ولم تفد الدولة ولم تمكّن، وذلك أمر كارثي، من حماية أمن المواطنين الإعلامي.
إصلاح الواقع الصّحفي الإعلامي أمر عاجل وحيوي، وعليه تتوقّف استعادة الصّحافة وكل وسائل الإعلام، جرائد إلكترونية وقنوات، لمصداقيتها لدى المتلقّي، وأن يتوقّف وبسرعة كل ما من شأنه أن يمكّن الرّداءة من الاستمرار، ومن نهب جزء آخر من الأموال العمومية التي ينبغي أن تؤسّس لإعلام الدولة الجديدة.
لم تعد المشكلة اليوم هي التّعبير عن الرأي وحريته بل هي في إيصال الرّأي عبر أدوات إعلامية ذات مصداقية، فالرّأي العام انصرف بشكل واسع عن وسائل الإعلام العمومية والخاصة، إلى المواقع والشّبكات وما تحتويه من أخبار، مغرضة أحيانا، ومن تعليقات موجّهة أو غير ناضجة. إنّ من يصحّح ذلك هو وسائل إعلام رقمية جادة محترفة وواسعة الانتشار لكي نملأ فراغا خطيرا قد تتسلّل منه مخاطر جمّة قد يصعب علاجها بسرعة.
نحن نجتهد في مؤسّسة عمومية حتى نتمكّن من تصحيح ما ينبغي تصحيحه باحترافية عالية ومصداقية قوية، وحتى يجد المتلقّي، للصّحف ورسائلها والمواقع وما ينشر فيها والشبكات وما تضج به من معلومات، ما يفرز الغث من السّمين والجيد من الرّديء والصّحيح من المغرض. إنّها مهمّة ليست باليسيرة بالنظر لحال المؤسّسات وما تعرضت له علاقتها بالمتلقي، ولكن لا شيء مستحيل عندما تتوفر الإرادة والاحترافية والنّزاهة بالخصوص.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.