المتعارف عليه، بل المعمول به في كل دول العالم تقريبا، هو أن أشغال الطرق والأشغال العمومية بشكل عام تنجز ليلا لتفادي الإزعاج وتعطيل مصالح الناس من التسبب في الاختناقات المرورية، إلا أن مديريات الأشغال العمومية ومصالح البلديات والولايات وغيرها من المؤسسات في بلادنا تصر على القيام بها والشمس في كبد السماء، متسببة في اختناقات مرورية وضغوط نفسية.
حصل هذا مع أشغال جسر تسالة المرجة مؤخرا وقد تسبب في كارثة مرورية أصبحت حديث الخاص والعام عندما اصطفت السيارات في طوابير طويلة جاثمة في مكانها لا تتحرّك لساعات طويلة وعلى مسافة كيلومترات، بينما اكتفت وكالة الطرق السريعة بالإعلان عن ذلك الجحيم بإعلام مستعملي الطريق عبر وسائل الإعلام عن تضييق الطريق السريع (البليدة – بئر مراد رايس) في الاتجاهين.
إن السؤال الذي طرحته على نفسي والأكيد أنه رواد الكثيرين وهو لماذا لم تستغّل الأشهر الستة من الحجر المنزلي لإنجاز هذه الأشغال لاسيّما وأن الحجر كان من 13 زوالا إلى 6 صباحا أي 16 ساعة من خلّو الطرق تماما من المارة والسيارات.
كان بإمكان تلك المؤسسات إنجاز الأعمال في وضح النهار دون ضرر فلا هي تزعج المواطن وتعطّل مصالحه ولا هذا الأخير يمارس عليها الضغط وهنا لا يمكن التحجّج بالوباء لأن الأشغال تتم في الهواء الطلق وطبيعة العمل لا تحتاج تقاربا ولا احتكاكا جسديين، يعني حتى ظروف الوقاية من الفيروس كانت في صالح إنجاز العمل خلال الحجر؟ غير أن وكالة الطرق السريعة فضّلت -كما يبدو- إنجاز الأشغال بمجرد التخفيف من إجراءات الحجر المنزلي وبداية عودة الموظفين وعودة حركة المرور؟
لقد أصبح من يومياتنا أن تتوقف حركة السير فجأة ليصادفك ذلك العامل المشهور الذي يرتدي صدرية فاقع لونها وهو يحمل بين يديه قطعة قماش حمراء وقبله بأمتار شاحنة متوقفة في الرواق الثالث من الطريق السريع وحولها جمع غفير من العمال يقومون برفع الأتربة، كنس الطريق أوجزّ الحشيش والأدهى أنهم يقومون بهذه الأعمال الروتينية والعادية في أوقات الذروة مرات إلى درجة تحدثك نفسك ويساورك الشك أنها ممارسات ممنهجة ومقصودة؟!
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.