تنفرد ولاية مستغانم بغرب البلاد بمؤهلات سياحية طبيعية هامة، من شواطئ خلابة مازالت في طبيعتها العذراء لاسيما على امتداد الجهة الشرقية لشريطها الساحلي المتميز بخلجانه الساحرة وتلتقي رمالها الذهبية بخضرة الغطاء الغابي الكثيف، المناسب جدا لجولات وتجارب التخييم.
كثيرا ما يجد المولعون بالتخييم ضالتهم المفقودة في الطبيعة الخلابة لشواطئ مستغانم وفضاءاتها الغابية، أين يحظى المتعبون من هموم الحياة ومشقاتها اليومية بقسط من الاسترخاء والراحة بالجهة الشرقية لمستغانم انطلاقا من شاطئ بحارة ببلدية اولاد بوغالم في أقصى نقطة حدودية مع ولاية الشلف الى الشواطئ الملتصقة بوادها، مرورا بشاطئ عين ابراهيم، المنارة، الشعايبة، الكاف لصفر وغيرها من الشواطئ العذراء.
غير أنّ شريحة واسعة من السياح والعائلات تفضّل أن تكون وجهتها الأولى شواطئ الجهة الغربية للشريط الساحلي التي تلتقي بمدن هذه الولاية الساحلية الضارب صيتها في عمق التاريخ، بفعل توفر كل الخدمات التجارية والترفيهية بهذه المنطقة، لاسيما بالنسبة لشاطئ الصابلات والرمال الذهبية الذي تدعّم حديثا بمنتجعات سياحية وحظائر التسلية التي تحولت الى مقصد للعائلات.
وتتشكل تركيبة العصب السياحي بولاية مستغانم من روافد كثيرة، مكّنت المنطقة من استقطاب اهتمام الملايين من السياح على مدار أيام السنة، في ظل وجود مجموعة من المعالم الاثرية والثقافية والدينية، تعتبر وجهة مفضلة للمهتمين بالسياحة الثقافية، الذين يتوافدون على المنطقة من الولايات المجاورة لزيارة الأضرحة والزوايا الدينية، على غرار ضريح سيدي لخضر بخلوف والزاوية العلوية جنة العارف وغيرها من الاضرحة التي تزيد أو تقترب من 300 ضريح.
الى جانب وجود مجموعة من الزوايا، منها الزاوية العلوية، العيساوية، السنوسية، البوزيدية، التيجانية وغيرها، زيادة على عدد من المواقع الأثرية التاريخية التي تحولت إلى مزار للعديد من السياح الوافدين للولاية منها منارة الترك “كاب ليفي” التي مازالت شاهدة على التواجد العثماني هنا.
يعتبر شهر أوت بالنسبة لسكان مستغانم موعدا لبداية الأفراح واللقاءات التي يتسابقون لتنظيمها والتحضير لها، حيث تعتبر وعدة سيدي لخضر بن خلوف التي تمتد لأسبوع من التظاهرات الثقافية وألعاب الفنتازيا وسهرات الفنون الغنائية التقليدية، من ابرز المهرجانات المحلية التي تستقطب السياح من داخل وخارج الوطن، فديوان الشيخ سيدي لخضر بخلوف، مازال مصدر الهام لمطربي الغناء الشعبي، ونبض لأنواع وطبوع غنائية روحانية متعددة بالمنطقة، الى جانب ديوان الشعر البدوي للشيخ حمادة.
وعن تسمية هذه الولاية الساحلية الفاتنة، لا توجد رواية محددة لأصل تسميتها، فالثابت هنا هو تعاقب عدة حضارات على هذه المنطقة، فمستغانم مدينة قديمة يعود تاريخ تأسيسها إلى العهد الروماني رغم وجود دلائل تاريخية على استقرار الإنسان هناك في عصر ما قبل التاريخ، وكانت تسمى وقتئذ “كارطينا”، وفي القرن الحادي عشر غيّر اسمها إلى موروستاغ وهي تسمية أهم مرفأ روماني، غير أن المستغانميين يفضلون تسمية مسك الغنائم، المشتقة من مشتى غانم، او مسك الغنم، حسب روايات تاريخية عديدة ومختلفة، لم تغير الكثير من الأهمية التاريخية والاستراتيجية لهذه الولاية الساحلية الواعدة المتطلّعة لاحتلال الريادة الاقتصادية لاسيما في مجال السياحة بنوعيها الثقافي والشاطئي.