بعد قرابة ثمانية أشهر من توّقف ضخ الذهب الأسود في ليبيا بسبب الصراع بين أطراف النزاع اندلعت احتجاجات شعبية من شرق ليبيا الى غربها، جراء تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
الكل يعرف من تسبب في اغلاق النفط في الغرب الليبي وتداعيات ذلك لزيادة الضغط على حكومة الوفاق ورفع مستوى الاحتقان السياسي. لكن ما حدث كان العكس.
الاحتجاجات تصاعدت في الغرب ضد سوء المعيشة وتردي الوضع بشكل مخيف زاد من حدة الأزمة السياسية في البلاد.
قائد الجيش الليبي الجنرال حفتر، أعلن عن اتفاق لإعادة فتح منابع الذهب الأسود باتفاق مع نائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، والتفاهم على تقسيم عادل للعائدات وتسديد ديون كلا الطرفين، غير أن ديون المشير ثقيلة بالنظر الى ديون حكومة الوفاق، وهو ما سيؤدي الى تغير في موازين الضخ ويعكر صفو الطرفين.
السؤال المطروح، ما دلالة وعلاقة إعلان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج استقالته بقرار استئناف تصدير النفط؟ الأكيد أن الازمة السياسية في ليبيا دخلت مرحلة التنازلات والاتفاق بين طرفي النزاع استئناف البترول هو أولى ثمرات التنازل لتلطيف الاجواء أياما قبل استئناف الحوار في جنيف. الذي ستسبقه ألمانيا بتنظيم اجتماع دولي لكسر الجليد لبحث مخرجات مؤتمر برلين وتلطيف الاجواء بين الفرقاء.
المؤكد ان الحوار القادم سيكون جامعا للفرقاء بعد خطوة التفاهم على إزالة وضع القوة القاهرة على انتاج النفط. رسالة واضحة فكك الشعب الليبي شفراتها بعد تصعيد الاحتجاجات الرافضة لكل الوجوه السياسية في البلاد رافعا شعار واحدا «ليبيا واحدة موحدة « رسالة قوّية لإنهاء الوصاية الخارجية، باسم المصالح الداخلية بدأ المسؤولون في ليبيا يفهمونها، بعد بداية التنازل عن المناصب العليا في انتظار مزيدا من التنازلات لصالح الوطن !