اعتبر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بوزيد لزهاري، اليوم، أن التعديل الدستوري الذي سيعرض على استفتاء شعبي في الفاتح من نوفمبر المقبل، “أحدث نقلة نوعية” في مجال الحقوق والحريات، كما جعل من شعار الجزائر الجديدة الذي حمل مطالب الحراك الشعبي”واقعا مدسترا”.
وقال لزهاري في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية أن التعديل الدستوري الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، “أحدث نقلة نوعية كبيرة في مجال الحقوق والحريات، كما جعل من شعار الجزائر الجديدة الذي حمل مطالب الحراك الشعبي الأصيل واقعا مدسترا”، مبرزا أن حقوق الإنسان “حظيت باهتمام كبير” بدءا من ديباجة الدستور.
وأوضح أن الديباجة “أضيفت لها فقرة جديدة تنص على تمسك الجزائر بحقوق الإنسان كما هو معمول به في الميثاق العالمي لحقوق الانسان” ، إلى جانب “النص الواضح على احترام ثلاثية حقوق الإنسان، السلم والتنمية”، مضيفا أن هذه الديباجة “تعطي دلالات قوية على أن فلسفة الحكم في الجزائر تقوم على أساس احترام حقوق الإنسان وترقيتها”.
ومن بين الاشارات القوية إلى هذه “الدلالات” ـ يضيف نفس المتحدث ـ “تخصيص باب لحقوق الانسان في الدستور الجديد” من 39 مادة (المادة 34 الى المادة 73) خاصة بحقوق الانسان بعدما كانت 30 مادة في دستور 2016، وجاء في هذا الباب “حقوق
جديدة كالحق في الحياة والحق في الماء الشروب وحق المواطن في التظلم والشكاوي لدى الهيئات والادارات العمومية”.
كما أشار رئيس المجلس أن العديد من الحقوق الأخرى التي لها صلة بمجال حقوق الانسان كانت “موجودة سابقا”، غير أن الدستور الجديد ـ كما قال ـ “حرص على تقويتها” وعلى سبيل المثال “النص على حرية التنقل الى خارج التراب الوطني،
وتعزيز عناصر حرية الصحافة بما في ذلك الصحافة الالكترونية ” إلى جانب “تعزيز واجب الدولة تجاه الفئات الهشة “وكذا “اعتماد نظام التصريح بدل الترخيص في ضمان الحق في التظاهر السلمي وانشاء الجمعيات”، وهو أمر “معمول به لدى الكثير
من الدول المتقدمة ” بالإضافة الى “توسيع دائرة الاخطار”.
وفي نفس السياق أكد لزهاري أن الدستور الجديد لم “يكتف بتعزيز الحقوق والحريات بل وضع وسائل وآليات لضمان ممارستها”، مبرزا “توجه الدستور الجديد نحو تكريس استقلالية تامة للسلطة القضائية واستحداث محكمة دستورية” باعتبار أن
السلطة القضائية هي “الضامن والحارس” لهذه الحقوق.