استوقفني تصريح عنتر يحيى، اللاعب الدولي السابق، والمدير الرياضي الحالي لاتحاد العاصمة، في مسألة بالغة الأهمية في منطق ومنهجية التسيير، حيث قال: «أتينا إلى الفريق لتقديم الأفكار وتجسيدها، ولا يتم التركيز على الأموال المتوّفرة فقط»..
إنه تفكير احترافي إلى أبعد درجة، يُبعدنا عن تصريحات اعتدنا سماعها سنوات طويلة، من مسيرين يتحدثون في كل مرة عن عدم وجود الإمكانيات الضرورية، التي تسمح لهم ببلوغ أهدافهم وإعطاء الاستقرار الضروري للفريق.
أكيد أن الأموال والإمكانيات المادية ضرورية لأي مشروع، لكن العمل يعني التفكير وبلورة أفكار، لإيجاد الحلول وتسطير خارطة طريق.. ضمن مشروع ومتابعته بتحليل دوري متقن بالاعتماد على الكفاءات، ما يجعل الأهداف قريبة في كل مرحلة تم التفكير خلالها بعقلانية وبمعرفة جيدة لخبايا الأمور..
وبالتالي، توفر الأموال دون وضع آليات النجاح سيُبقينا في نفس النقطة، وهي وضعية لمسناها في الكثير من الأحيان لدى الأندية، التي عجزت في معظمها على توفير المناخ الملائم لمشروع رياضي يجعل من النادي «قلعة حقيقية»، واللاعب «ذو قيمة» فنية معتبرة يمكن استغلالها على أعلى مستوى في النادي والفريق الوطني، على حد سواء.
بروز مسيرين أمثال عنتر يحيى، الذي مارس مهنته في محيط احترافي كلاعب ومسيّر، سيقدم الإضافة التي ننتظرها في رياضتنا المفضّلة، بوضع الأفكار بمثابة القاطرة التي تحدد الأهداف، وتدعيمها ماديا، لكي تتوافق مع الرؤية السليمة، التي يتم تحديدها في بعض الأندية في المرحلة الحالية.
وقد تتضح الأمور بالشكل، الذي نتمناه بعد فترة، ونبتعد تدريجيا عن «الديكور»، الذي ساد سنوات.. الأمر الذي قد يُخرج كرتنا في الأندية من التذبذب ويتم التحكم أكثر في أمور التسيير للاعتناء أكثر بالمواهب، بتوفير محيط مناسب لبروز رياضيين من مستوى عال.