الدول المنتجة للنفط التي يعتمد اقتصادها على موارد هذه الثروة السائلة، ليست بخير، محاصرة بالمخاوف، تهيمن عليها معنويات سلبية، لأنها مدركة أن السوق ستصطدم بموجة شتوية قوّية من فيروس كورونا، مما سيحد دون شك من الطلب على النفط، في وقت مازال عامل الوباء يضغط بشدة على الأسعار، وهذا من شأنه أن يمنع من بلوغ سقف التوازن بين العرض والطلب على الأقل في هذه المرحلة بالذات، والمضاعفات والخسائر على المدى الطويل ستكون كبيرة ومؤثرة، بعد أن تتحول إلى ضربة قاسية لمستقبل الاستثمارات.
وجّه وابل من الانتقادات الممزوجة من الاستياء للرئيس الأمريكي، حيث رفضت طريقة تعامله مع انتشار الفيروس، الذي عمّق من ضعف الأسعار بحسب تقديرات الخبراء، في وقت يوجد فيه الاقتصاد العالمي في مأزق حقيقي، تنتظره حالة تصاعد موجات الفيروس خلال فصل الشتاء الذي سيكون الأسوأ على الإطلاق، لأن النمو العالمي لن يتحمل سداسيا أو سنة أخرى من الركود القاتل. ووسط التخمة الثقيلة التي تغرق السوق تعاني مصافي النفط في أوروبا بسبب صعوبة التعامل مع فائض الديزل، وهذا ما يجعل شهيتها تضعف، بل وتنهار بشأن اقتناء المزيد من الخام.
تعيش الدول النفطية على رأسها «مجموعة الدول المصدرة للنفط «أوبك» فترة مقلقة وسط تزايد الإصابات بكورونا في دول صاحبة الاقتصاديات المتطوّرة، مما ينبئ بآثار كارثية على النمو والثروة وحركية الصناعة والتجارة والوظائف، لذا ينتظر منها أن تتحرك بسرعة، قبل نهاية السنة، لإيجاد حلول ذكية، تنقذ ما يمكن استدراكه، بهدف تصحيح تقلبات فائض العرض، وكذا مواصلة الكفاح في مسارها التصحيحي، لمواجهة ما تعيد إنتاجه كورونا من عوامل سلبية سوداء، ومنع انهيار الأسعار تحت عتبة 40 دولارا للبرميل.
جميع المؤشرات تكشف بأن السوق مقبلة على الزيادات في العرض، وما يقوي هذا الطرح أن شركات الطاقة الأمريكية مستمرة من دون انقطاع في زيادة حفارات النفط والغاز، يضاف إليها الهزات العنيفة لفيروس كورونا الذي قصف بنعومة الاقتصاد العالمي، وتسابق الدول نحو وضع يدها على الطاقة التي تكتنزها البحار، وأسفر ذلك عن حتمية تحرك «أوبك» بسرعة لإعادة النظر في خططها المستقبلية.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.