وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الخارجية الأمريكية في حرج كبير بعد تصريحاته المتصاعدة، وباتت الصحافة العالمية الحرة تعنون صفحاتها الأولى بعناوين تهكمية وساخرة، واصفة الرئيس بالعنيد والبراغاماتي، إلا أن الأخيرة أكدتها خطاباته منذ توليه إدارة البيت الأبيض.
سياسة أمريكا الخارجية في عهد ترامب تجاه الشرق الاوسط اختلفت تماما عن الإدارات الامريكية السابقة. ففي الشرق وبالخصوص الخليج، كانت أهدافها واضحة وفاضحة في نفس الوقت بإقامة دول عربية علاقات مع الكيان الصهيوني، وحقق بذلك الرئيس المثير للجدل وعودا لم يعلن عنها في بداية حملته الانتخابية الأولى. لكن في الحقيقة كانت على رأس أولويات توليه الحكم والفوز على الديمقراطيين.
مقاليد الحكم في تاريخ أمريكا القديم والحديث لا تخرج عن ثنائية إرضاء اللوبي الصهيوني، ولوبي صناعة الأسلحة، وهي ثنائية لا تقبل الزيادة. فاللوبي الصهيوني هو من دعم ترامب للوصول إلى البيت الأبيض لأهداف معروفة بعد صفقة التطبيع المخزية مع إسرائيل. أما لوبي السلاح فقد حقق لأول مرة في تاريخ امريكا عائدات خيالية لصالح الخزينة الأمريكية، وهو ما أسهم في تحسين صورة ترامب لدى الامريكيين واستغلال ذلك في خفض مستويات البطالة.
ظهور وباء كورونا أخلط حسابات ترامب وأدخله في هستيريا بعد إجماع رسمي داخلي على فشله في إدارة الأزمة الصحية، التي طالته هو شخصيا ونتجت عنها سيناريوهات أثارت جدلا واسعا بإمكانية عزله لرفضه نصائح فريقه الطبي، وهو ما فتح باب التأويلات واسعا أمام مستقبل الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع نوفمبر القادم في ظل تنافس غير مسبوق مع المرشح الديمقراطي بايدن.
خطاب التهديد والوعيد الذي لجأ إليه سيد البيت الابيض مؤخرا، وازداد بعد إصابته بالفيروس يثير مخاوف المجتمع الدولي من اندلاع حرب عالمية ثالثة بعد اتهام ترامب الصين بافتعال «كوفيد.19» لردع القوة الأمريكية دون إدراكه أن الأحادية القطبية في طريق الانهيار وعلى العالم تقبل تغير النظام العالمي حسب آراء عراب الحروب هنري كيسنجر، والفيلسوف نعوم تشومسكي، لكن ترامب متمسك بالفوز في الانتخابات، مؤكدا أنا وإلا أنتم هالكون من بعدي!.