تتمثل تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا الذي توصل إليه طرفا النزاع اليوم الجمعة في جنيف برعاية الامم المتحدة في أهمية التأكيد على وحدة الأراضي الليبية “وحماية حدودها برا وبحرا وجوا، والامتناع عن رهن القرار الوطني ومقدرات البلاد لأي قوى خارجية”، حسب بيان للجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5” .
وأوضح البيان – الذي نقلته وكالة انباء “سبوتنيك”- أن اتفاق وقف إطلاق النار تضمن “المساهمة في مكافحة الإرهاب، وضرورة احترام حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي”، فضلا عن “الوقف الكامل لإطلاق النار” ويسري ذلك منذ لحظة التوقيع.
كما تضمن الاتفاق “إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية في مدة 90 يوم، وإعادة الوحدات العسكرية لثكناتها بالتزامن مع خروج المرتزقة، وإيقاف التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية في مختلف الوسائط الإعلامية”.
وشمل “فتح الطرق والمعابر على كافة التراب الليبي، الساحلية والجنوبية والجبلية، وتشكيل غرفة أمنية من ضباط الأمن للقيام بتأمين الطرق في المناطق التي تغادرها التشكيلات المسلحة، وتكليف آمر حرس المنشآت في القوات المسلحة وحكومة الوفاق بالتنسيق مع مؤسسة النفط لاعادة هيكلة هذه القوة”.
كما شمل الاتفاق “حصر وتصنيف المجموعات المسلحة بجميع مسمياتها لدمجها وإيجاد فرص عمل لمن يرغب تركها، وتبادل المحتجزين المقبوض عليهم أثناء العمليات العسكرية أو بسبب الهوية”.
ولا يسري وقف إطلاق النار على المجموعات المسلحة المصنفة كمجموعات إرهابية من الأمم المتحدة، مع “تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وإخراج أطقم التدريب الأجنبية إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها”.
واختتم بيان وقف إطلاق النار بتشكيل “قوة عسكرية محدودة من العسكريين لتحد من الخروقات المتوقع حدوثها وتوفير احتياجات عملها، وإحالة الاتفاق لمجلس الأمن لإصدار قرار لكافة الأطراف للالتزام ببنوده”.
وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق اليوم أن وفدي اللجنة العسكرية الليبية (5+5) توصلا إلى اتفاق جرى توقيعه اليوم بعد عدة جولات تفاوضية في جنيف.
وجاء التوقيع على الاتفاق تتويجا للمسار الأمني التفاوضي، الذي انطلق الاثنين الماضي، في جنيف، وهو أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها بعثة الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا في 19 يناير 2020 وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510.
واعتبرت الامم المتحدة هذا الانجاز “نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار” في ليبيا، حيث قالت ستيفاني ويليامز إن هذه “اللحظة سيسجلها التاريخ”، محيية الفرقاء الليبيين على “شجاعتهم للمشاركة في المحادثات لاتخاذ خطوات ملموسة والتزامهم بالاجتماع للتوصل لاتفاق يوفر مستقبلا أفضل وأكثر أمانا وسلما للشعب الليبي”.
ورحب الاتحاد الأوروبي، من جهته ، بتوقيع طرفي النزاع في ليبيا اتفاقا لوقف إطلاق النار في أنحاء البلاد بعد اختتام اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة في جنيف. وأكد الاتحاد الاوروبي أن “اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا نقطة انطلاق جيدة والأسابيع القادمة حاسمة” واصفا الاتفاق ب”النبأ السار”.