أكّد سفير فلسطين في الجزائر أمين رمزي مقبول، أن موقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن القضية الفلسطينية ثابت ومبدئي وراسخ، وأضاف أن هذا الموقف شكّل رافعة ودعامة للشعب الفلسطيني، وخاصة بعد كل هذه السقطات لبعض الدول العربية، مشيرا إلى أن الجزائر تاريخيا وفية لدماء الشهداء ومبادئ نوفمبر وثورة التحرير المجيدة، وهي لا تخضع لأيّة تهديدات ولأيّة ضغوطات.
الشعب: هل تعتقدون بأنّ اجتماع الفصائل الفلسطينية يمثّل تحولا استراتيجيا في العلاقات الوطنية وخطوة على طريق استعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني؟
السفير أمين رمزي مقبول: الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام أصبح هدفا أساسيا ورئيسيا واستراتيجيا في نفس الوقت للقيادة الفلسطينية، وهي تسعى إليه منذ سنوات، وحصل في الآونة الأخيرة بعض التحركات واللقاءات، التي أضحت أو أبدت بعض التفاؤل على إمكانية إجراء الوحدة الوطنية، خاصة بعد اللقاء الذي تم بين قيادة فتح وحماس والتوصل إلى العديد من النقاط، والتي عرضت على فصائل منظمة التحرير وقيادة فتح وأعطت موافقتها على كل النقاط التي تم التوصل إليها، وفي مقدمتها قضية الإنتخابات وكيفية إجراء استحقاقات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني أيضا، والآن تنتظر القيادة الفلسطينية موافقة حماس على الاتفاقات التي تم التوصل إليها، ونأمل أن تأتي موافقة حماس حتى نعجّل ونسرع من حركة اللقاءات، ونصل الى مرحلة التوافق الكامل وإجراء الإنتخابات وهي المقدمة الأولى لإنهاء الانقسام.
* هل ستكون الجزائر من بين الدول الحاضنة للمؤتمر الجامع للفصائل على اعتبار مواقفها المبدئية الداعمة لفلسطين؟
** الجزائر هو البلد الوحيد الذي أبدى استعداده لاحتضان المؤتمر الفلسطيني الجامع والموحّد للفصائل وإنهاء الانقسام، حسب ما جاء على لسان الناطق الرسمي للحكومة الجزائرية ووزير الإتصال الدكتور عمار بلحيمر خلال حوار أجراه مع إحدى الفضائيات مؤخرا، حيث أعلن في سياق حديثه عن موقف الجزائر من عدة قضايا عربية منها القضية الفلسطينية، مشيرا إلى استعداد الجزائر لاستضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، ونحن ثمنّا هذا التصريح وأشدنا به، ولكن حتى الآن لم تصلنا أي دعوة رسمية من الحكومة الجزائرية بهذا الشأن رغم ذلك نحن شاكرين لهذه الإشارة أو الترحيب الذي وصل إلى القيادة الفلسطينية التي لم تعط أي رد لحد الآن.
* ما رأيك في الموقف الجزائري الذي أعلنه الرئيس تبون بأن بلاده لن تكون جزءًا من التطبيع مع الاحتلال؟
** موقف الجزائر من القضية الفلسطينية ثابت ومبدئي وراسخ كما جاء على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي خطاباته المتكررة بأن القضية الفلسطينية مقدسة، كما علّق على موضوع التطبيع الذي باشرته بعض الدول العربية وما أسماه بالهرولة، واعتبر أن القدس الشريف مقدس، وأنه لا حل في المنطقة إلا بإقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف، وهذا موقف متقدم وربما جاء ردا على بعض الدول العربية التي للأسف قامت بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأعتقد كذلك أن هذا الموقف شكل رافعة ودعما للشعب الفلسطيني، وخاصة بعد كل هذه السقطات لبعض الدول العربية، الجزائر تاريخيا وفية لدماء الشهداء ومبادئ نوفمبر وثورة التحرير المجيدة، وهي لا تخضع لأية تهديدات أو ضغوطات وهي صاحبة موقف بكل مكوناتها وليس الرئاسة والدولة فقط، فكل الشعب الجزائري بكل مكوناته يقف موقفا ثابتاً واضحا داعما ومؤيدا للقضية الفلسطينية، وهذا الأمر يعرفه الشعب الفلسطيني فردا فردا.
في ظل التوسع الاستيطاني والعدو الصهيوني المتواصل على الأراضي الفلسطينية، وضم الأراضي والأغوار إلى جانب تهويد القدس، كل هذا يأتي في سياق هجمة شرسة استعمارية صهيونية مدعومة من الإدارة الأمريكيّة على الشعب والأراضي الفلسطينية، وهنا يأتي الموقف الجزائري صارخا واضحا يعبر عن موقف الشعب الجزائري، وهو موقف الشعب العربي عامة أمام تهاوي بعض الأنظمة العربية أمام الضغط والهيمنة الأمريكيّة.
* هل تعتقد أن توقف المساعدات العربية لفلسطين له علاقة بالحرب المالية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ضد السلطة؟
** بخصوص المساعدات العربية وكما يعلم الجميع توقفت للأسف منذ سنوات باستثناء بعض الدول على غرار الجزائر التي ظلت تقدم المساعدات، حيت بلغت قيمتها خلال الستة أشهر الأولى من السنة الفارطة حوالي 26 مليون دولار، أما بالنسبة لبعض الدول فكانت تقدّم المساعدات بناء على قرارات القمم العربية أين كانت تخصّص ميزانية دعم تدفع للسلطة الفلسطينية على مدار عدة سنوات، ولكن للأسف في الفترة الأخيرة توقفت المساعدات من قبل الجميع، فبعض الدول توقفت نتيجة الوضع الإقتصادي الصعب الذي يمر به العالم، بينما توقفت أخرى بسبب الضغط والهيمنة الأمريكيّة وهي المعطيات التي جعلت السلطة الفلسطينية تعيش هذه الأيام حصارا ماليا فضلا عن الحصار الإقتصادي والدبلوماسي.
هذا الحصار تشارك فيه الإدارة الأمريكية الى جانب الاحتلال الإسرائيلي الذي يسرق ويحجز أموال السلطة الفلسطينية أو ما يعرف بالمقاصة، وهذا يؤثر على أداء السلطة الفلسطينية ورواتب مئات الآلاف من الموظفين، وهذا يشكّل نوعا من أنواع الضغط لتركيع الشعب الفلسطيني وقيادته بعد رفضها ما يسمى «صفقة القرن».
* السلطات الفلسطينية قرّرت الانسحاب من قيادة الجامعة العربية احتجاجا على رفضها إدانة تطبيع بعض الدول مع الاحتلال، هل مازلتم تعوّلون على الحاضنة العربية؟
** انسحاب فلسطين من الجامعة العربية كان بسبب رفضها التواجد ضمن جامعة تتجاوز القرارات العربية وتتجاوز مهمتها كجسم موحد، بل ترفض حتى إدانة هرولة بعض الدول للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، فنحن متمسّكون بانتمائنا القوميّ العربي متمسكون بالجامعة العربية لكن على أن تكون مبنية على أسس تخدم الأمة العربية وشعوبها ولا تخدم مصالح بعض الدول، لهذا نأمل أن تحسّن الجامعة العربية من سياستها.
* يتواجد مند قرابة أسبوع الدكتور صائب عريقات في المستشفى بعد إصابته بكورونا، هل سيؤثّر غيابه على مسار الوحدة الوطنية؟
** الدكتور صائب عريقات هو قائد مميز وأستاذ جامعي إلى جانب كونه عضوا في اللجنة المركزية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، له دور كبير في العمل الوطني الفلسطيني وهو الآن في حالة حرجة، حيث يتواجد تحت جهاز التنفس الاصطناعي ونتمنى له الشفاء، ففقدان عريقات في هذه المرحلة الحساسة فيه ضرر كبير نظرا لما يمثله من قدرات وكفاءات على صعيد المفاوضات والقيادة فهو رجل مميز.