ستكون تونس، هذا الأثنين، على موعد مع محطة دبلوماسية هامة تمس المنطقة المغاربية قاطبة، يتعلق الأمر باحتضان اجتماع الفرقاء الليبيين ضمن منتدى الحوار السياسي، الذي تعلق عليه آمال كبيرة، بالنظر لكونه منعرجا حاسما في مسار تسوية الأزمة الليبية، في ظل مشهد إقليمي متوتر بات مفتوحا على كل السيناريوهات.
الاجتماع، من دون شك، سيكون امتحانا لدبلوماسية بلد وشعب «ثورة الياسمين»، حيث حققت تونس تحولا ديمقراطيا في فترة وجيزة، تمكنت خلالها من الخروج منتصرة في معركة إنهاء عهد الاستبداد والديكتاتورية التي خيمت على البلاد لعقود من الزمن.
فمنتدى الحوار محطة بالغة الأهمية، سواء لليبيين، أو النظام التونسي، على حد سواء، كون الأخير سيلقي بكل ثقله لإنجاح المهمة الموكلة إليه وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الفرقاء.
أما المعنيون بالحوار فهم مطالبون بتحمل مسؤولية ليبيا ونداءات الشعب الذي يعاني ويلات الصراع، كما ن عليهم التحلي بالحس الوطني وتغليب لغة الحوار على المصالح الشخصية، مثلما حدث في جنيف، في 23 اكتوبر الماضي بعد تسجيل تنازلات ونوايا صادقة لحل الأزمة، أسهمت في توقيع اتفاق وقف دائم لإطلاق النار في عموم ليبيا، أفضى كذلك الى نتائج حسنة تصدرها عقد الجولة الخامسة للجنة العسكرية المشتركة «5+5»، لأول مرة، داخل ليبيا وتوجت هي الأخرى بالاتفاق على تنفيذ كل بنود وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
من المؤكد أن فرصة الحوار المباشر في تونس مهمة، رغم وجود ضبابية حول محتوى الحوار والمشاركين فيه لحد كتابة هذه الأسطر. وفي نفس الوقت لن تكون المهمة سهلة، حيث تعتبر اكبر امتحان لدبلوماسية الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي وجه نداء تونسيا للمجتمع الدولي يدعوه فيه للإسهام في إنجاح الحوار، الذي قد يكون فرصة أخيرة في مسار تسوية الأزمة الليبية، اذا سلمنا بالتفاؤل المخيم على المشهد الليبي السياسي والأمني في الآونة الأخيرة. لذلك فجميع الفاعلين في الداخل والخارج مطالبون بالاستجابة لـ «نداء تونس».