جدّد أبي بشرايا البشير، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، والسفير المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، التأكيد على الموقف الذي عبر عنه الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، بالرد على المساس بأيّ مدني في منطقة الكركرات من قبل الإحتلال المغربي، مشيرا أن ما يجري من مظاهرات سلمية لمواطنين صحراويين في تلك المنطقة تعبير حقيقي عن حجم الإحباط وفقدان الأمل في الأمم المتحدة، لا سيما بعد مصادقة مجلس الأمن على تمديد ولاية بعثة المينورسو لـ12 شهرا بموجب القرار الجديد رقم (2020/2548) لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية.
ما تعليقكم على التصعيد العسكري للاحتلال المغربي في منطقة الكركرات ؟
ما يجري في منطقة الكركرات هو مظاهرات سلمية قادتها فعاليات المجتمع المدني بشكل عفوي للتنديد بفشل الأمم المتحدة عبر بعثتها في تنفيذ الحد الأدنى من مهمتها الأصلية، ومن هذا المنبر أحذر نظام الاحتلال المغربي من محاولة تكرار النفس حماقة 1975 لأن ذلك سيكلفه كثيرا كما كلفه في وقت سابق، أي تحرك للاحتلال ضد المتظاهرين المدنيين الصحراويين سيكون إطلاقًا لرصاصة الرحمة على وقف إطلاق النار، جبهة البوليساريو ترفض الآن وغدا وفي أي وقت كان كل المحاولات الرامية إلى مصادرة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي يضمنه القانون الدولي.
لمحت جبهة البوليساريو في بيانها الأخير إلى استئناف الكفاح المسلح أمام ما وصفته بتقاعس الأمم المتحدة عن حل القضية الصحراوية ؟
نحن كحركة تحرير وطنية لفرض إرادة الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، رهاننا الأصلي كان السلام العادل والنهائي والمتأسس على الشرعية الدولية والذي يضمن حقوق الشعب الصحراوي، ولكن مواصلة الانسياق وراء سلام زائف ويزداد زيفا يوما بعد يوم، كما حدث مع قرار مجلس الأمن الأخير، لم يعد خيارا بالنسبة لنا ولشعبنا وكل السيناريوهات محتملة بما فيها العودة إلى الكفاح المسلح بطبيعة الحال.
مجلس الأمن قرر مؤخرا تمديد مهمة «المينورسو» ماذا يعني هذا التمديد وما هو موقفكم ؟
مصادقة مجلس الأمن على تمديد ولاية بعثة «المينورسو» لـ12 شهرا بموجب القرار الجديد رقم (2020/2548) للإستفتاء في الصحراء الغربية هو خطوة أخرى في مسار الانزلاق عن المخطط الأصلي والرئيسي والذي تمت المصادقة عليه سنة 1991 الذي كان يهدف أساسا إلى تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، لكن في هذه المرة لديه طعم أكثر مرارة من سابقه، لأنه ترك انطباعا لدى الجانب الصحراوي بنوع من اللامبالاة والتجاهل للنداءات المتكررة التي تقدمت بها جبهة البوليساريو، خاصة منذ القرار 2495 شهر أكتوبر 2019 والقرارات الكبرى التي صادق عليها المؤتمر 15 للجبهة إلى جانب الرسائل التي وجهها الرئيس إبراهيم غالي للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن لتؤكد فقدان الشعب الصحراوي ثقته في الأمم المتحدة. في المقابل، طالب من ذات الهيئة الوصفة المطلوبة لاسترجاع الثقة المفقودة، بالنسبة لنا القرار الأخير وصفة خاطئة وهدفه على ما يبدو هو الحفاظ على استمرار الوضع الحالي، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا وهذا ما تؤكده التطورات الجارية على أرض الواقع بظهور ثغرة الكركرات غير الشرعية والتي تم إغلاقها من قبل المتظاهرين المدنيين السلميين الصحراويين.
ماذا يعني التمديد إذا لم تتمكن البعثة من تنفيذ مهمتها التي أنشئت من أجلها وهي تنظيم الاستفتاء ؟
تمديد مهمة بعثة « المينورسو» هو مواصلة الاستثمار في الفراغ وبالتالي هو فعل غير عقلاني لأن البعثة لم تقم بأدنى حدّ من مهمتها الأصلية والمتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير، ولا أيضا لمهام أخرى رئيسية خلال فترة تواجدها وهي حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وحماية ثروات الإقليم باعتبار أنه إقليم غير محكوم ذاتيا وبصدد عملية تصفية استعمار غير مكتملة.
هذه البعثة أصبحت تزيد من التوتر مع مرور الوقت أكثر بسبب تحولها إلى مظلة واضحة للحفاظ على واقع الاحتلال وتوطيد دعائمه بدل تصفية الاستعمار وبتالي لا مبرر لتجديد مهمة البعثة.
ما هي السيناريوهات المرتقبة أمام الشعب الصحراوي في ظل الأوضاع السائدة ؟
هناك سيناريو واحد رئيسي أمام الشعب الصحراوي وأمام جبهة البوليساريو ألا وهو تفعيل كل أدوات المقاومة بما فيها العسكرية إذا اقتضى الأمر وهو ما يعني أنه ليس أمامنا خيار آخر سوى المقاومة واتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة لضمان أن سفينة المقاومة الوطنية تصل إلى بر الأمان الذي هو الحرية والاستقلال.
لم يشر مجلس الأمن في قراره 2548 إلى مسألة تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ماذا يعني هذا ولماذا ؟
هناك إشارات عرضية تم تضمينها في بعض نقاط القرار وعدم الاستجابة لطلب إدارج نقطة مستقلة حول ضرورة الإسراع في تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة تعكس مبلغ هذا الخلل الدنيوي الخطير الموجود داخل مجلس الأمن الدولي في مسار صياغة وتبني قراراته فيما يخص القضية الصحراوية، وهذا الكلام ليس للبوليساريو بل لدول نافذة داخل مجلس الأمن تقول أن القرارات تتخذ بشكل غير ديمقراطي.
المبعوث الشخصي في النهاية ليس هدفا في حدّ ذاته لأنه قد مر على القضية الكثيرون من بينهم أسماء ثقيلة على غرار جيمس بيكر وإلى غاية الرئيس الألماني الأسبق كوهلر، والأكيد أن انقضاء فترة عام دون تعيين مبعوث شخصي أممي لأول مرة مند سنة 1997 يعكس التراجع الحاصل في الأمم المتحدة وبالضبط على مستوى الأمانة العامة لمجلس الأمن الدولي تتعلق بالتعامل مع القضية الصحراوية.
النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية أسفرت عن فوز المرشح الديمقراطي بايدن هل من تعليق ؟
النتائج المعلن عنها لحدّ الآن، تشير إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية، ولكن بالنسبة لنا وللشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو وبشكل مسبق ليس لدينا أفضلية محدّدة بنسبة لأيّ من المرشحين في الانتخابات الأمريكية.