بعد تردي الوضعية الوبائية التي تعرفها جل المستشفيات العمومية بالجزائر عموما وبعاصمة الشرق الجزائري خصوصا، التي تشهد ارتفاع سريع وخطير لنسبة الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد 19” حيث أن الارتفاع الحالي وتزايد عدد الإصابات يدخل ضمنيا في ما يسمى بالموجة الثانية للوباء هذا بعدما سجلت الولاية في الأشهر السابقة استقرار في نسبة الإصابات، لتعود في موجة ثانية وبأكثر حدة، إلا أن الفريق الطبي وإدارة المستشفى وعلى رأسهم السلطات الولائية وبعد وضعهم لخطة عمل نظامية وأساليب عملية تساعدهم على محاربة عودة الوباء ومحاولة احتواء المرض، ليأكد الفريق الطبي لقسم “كوفيد 19 أنهم يقفون على مؤشرات خطيرة في تزايد الفيروس والذي سيحول الولاية في ظرف أيام لمنطقة وباء في حال استمرار نقص الوعي والتراجع في الوقاية والتعقيم من طرف المواطنين بخطورة الوضع.
“الشعب” وبعد الروبرتاج الميداني الذي قامت به في بدايات العدوى بالمستشفى الجامعي “عبد الحميد ابن باديس” وتحديدا بمصلحة “كوفيد19 “تعود اليوم لذات المصلحة الاستشفائية لمحاولة الكشف عن سيناريو الموجة الثانية للفيروس وعن كيفية التصدي له من قبل الطاقم الطبي الذي أثبت جدارته في المرحلة الأولى رغم نقص الخبرة والعتاد في التصدي لمثل هذه الأمراض المناعية الخطيرة، فبمجرد دخولنا للهيكل الاستشفائي لاحظنا الإجراءات الوقائية المتخذة من طرف إدارة المستشفى والطاقم الطبي وعن وضوح الإستراتيجية الجديدة في التصدي للموجة الثانية، لنتوجه مباشرة نحو الأقسام المكلفة بالكوفيد 19 بعد اتخاذنا لإجراءات الوقاية رفقة المكلف بالإعلام على مستوى المستشفى الجامعي”عزيز كعبوش” حيث تم تخصيص وحدة “كوفيد19” المخصصة فقط للفحص تحتوي على 15 سرير والتي يقطن بها المصاب بالفيروس مدة 24 ساعة فقط يتلقى على مستواها الفحوصات الأولية ليوجه بعدها نحو الأقسام المخصصة بمعالجة المصابين بالوباء والتي تقف عليها 03 أقسام، قسم الأمراض الداخلية، قسم الأمراض المعدية وقسم الإنعاش، الوحدة حسبه كانت متواجدة قبلا لكن ومع عودة الإصابات تم تفعيلها وتجهيزها بكافة المستلزمات والعتاد الطبي سيما مع توفر مادة الأكسجين فضلا عن وضع طبيب رئيسي على مستواها، حيث أن الوحدة تعرف توافد كبير ومتشبعة بالحالات المؤكد إصابتها بالفيروس والتي يتحتم عليها نقلها نحو مصالح المتابعة، لنتجه بعدها نحو الأقسام الثلاثة المكلفة باستشفاء المرضى وكان قسم الأمراض الداخلية أول وجهة لنا حيث أكد لنا دكتور “كيتوني” أن القسم متشبع بالمصابين ويعالج 56 مريض مضيفا أن قسم الأمراض المعدية يشهد معالجة 58 مريض، أما فيما يخص قسم الإنعاش فهناك 10 مرضى يزاولون العلاج، مضيفا أن العدوى في الموجة الأولى تزامنت قبلا وبداية فصل الربيع، حيث انسحبت الأنفلونزا العادية ولم يكن الفصل يتسم بالبرد إلا أن بداية الموجة الثانية كانت مبكرة مقارنة مع الأولى وسجلت خلال شهر أكتوبر المنصرم تزامنا مع انخفاض درجات الحرارة وبرودة في الطقس ما عجل بظهور الفيروسات الموسمية إلى جانب الأنفلونزا العادية ونزلات البرد وأمراض الحساسية التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، ليتوجب حسبه أخذ الحيطة والحذر واحترام الإجراءات الوقائية لتجنب الذهاب لموجة ثالثة قد تكون الأشرس.
كما أضاف “عزيز كعبوش” بتواجد حوالي 150 سرير على مستوى مصالح “كوفيد 19 ” مؤكدا على زيادة عدد الآسرة على مستوى المستشفى الجامعي، فضلا عن ووجود الخطة “B” والتي تتمثل في فتح قسم الأطفال الذي يحتوي على 80 سرير إضافة إلى قسم الإنعاش الذي يتوفر على 30 سرير بإجمالي 110 سرير إضافي، مشيرا في ذات الشأن أن المستشفى الجامعي قام بتعزيز الإمكانيات اللوجسيتيكية التي تساعد الطواقم الطبية في التكفل بالمرضى والمصابين بفيروس كورونا المستجد والذي يأتي في مقدمتها مشكل المياه ما سهل من عمل المخابر أولا وثانيا توفير التدفئة عبر كافة أقسام المستشفى، فضلا عن إعادة تأهيل إحدى عبوات الأكسجين التي تسع ل 10 ألاف ملل ما ساعد بالتكفل بمرضى الوباء زيادة عن إعادة تأهيل المولد الرئيسي للكهرباء ما يقف حاجزا في انقطاع التيار عن المرضى وتعطيل عمل الأطباء.
من جهته يعرف مستشفى البير بذات الولاية والذي يعتبر الهيكل الصحي المرجعي في محاربة وباء “كوفيد 19” ارتفاع رهيب في عدد المصابين بالفيروس حيث دق الفريق العامل بالقسم ناقوس الخطر، سيما مع إصابة عدد كبير من العاملين على مستوى قسم كوفيد19 في ظل نقص وسائل الوقاية التي تقيهم مخاطر العمل وفي مقدمتها العدوى، حيث دعت البروفيسور “بولفخظ” المواطنين على ضرورة توخي الحذر واحترام إجراءات الوقاية المتعارف عليها لتفادي توسع دائرة العدوى والوصول لمرحلة خطيرة.
“الشعب” وفي نهاية الاستطلاع الميداني قمنا بالاتصال بعدد من الأطباء المختصين بالأمراض الصدرية وكذا علم الأوبئة، محاولة منا على كشف الوضع الحالي وتوضيحه من منظور طبي متخصص سيما وأن هناك أراء طبية تؤكد على أن الوضع الصحي سيتأزم بقدوم موجة ثالثة والتي ستكون أكثر خطورة، حيث أجمع بعض الأطباء والمختصون في علم الأوبئة، أن الموجة الثانية من وباء كورونا ستكون اعنف من الأولى، مثل ماهو مسجل في أغلب دول العالم، حيث دخلت الجزائر هذه الموجة شهر أكتوبر المنصرم وستكون الذروة خلال شهري نوفمبر وديسمبر، متوقعين وجود موجات أخرى ستتواصل بين الحدة والضعف مع سنة 2021، حيث سيزيد من تأثيرها الفيروسات الموسمية التي تكون خلال هذا الفصل إلى جانب الأنفلونزا العادية وأمراض الحساسية والفصل البارد الذي سيعمق من خطورة الوضع الوبائي .
قسنطينة: مفيدة طريفي