المدرسة تستقطب هذه الأيام قلوب وعيون 18 مليون جزائري، على الأقل، إذا احتسبنا فقط أولياء 9 ملايين تلميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة، ما يعني أن المدرسة في زمن كوفيد-19 تثير اهتماما خاصا لدى نصف الجزائريين على الأقل، حتى لا نقول ثلاثة أرباعهم، بحساب من يخافون على جيل المستقبل من الأجداد والجدات، الذين ينامون على أرقام مرتفعة عن عدد الإصابات بالفيروس ويستيقظون على أرقام أخرى، لا تشعرهم بالأمان، وسط تراخ عام أدى إلى استصدار الحكومة ما يوحي بـ»عودة الحجر الصحي»، الذي عرفوه الصيف الماضي، مخففا عن ذلك الذي اصطدموا به على حين غرة في مارس الماضي.
ما يحدث في محيط المدرسة هذه الأيام، أخرج إلى الوجود أحاديث طويلة عريضة تلوكها ألسن زرقاء اللون والمعتقد (نسبة إلى فايسبوك)، تثير من خلالها مخاوف غير مبررة، أو على الأقل مخاوف تُنمّي فكرة «غلق المدارس». ووراء الفكرة في الغالب الأعم من يفكرون في «راقدة وتمونجي»، من الذين استطابوا «قعود» الحجر الصحي في صيغته السابقة، مع الحصول على رواتب، دون شغل ولا مشغلة… هي «عقول» لا تفكر في مصير التلميذ الذي تتحدث عنه، ولا في البراءة، التي تتخفى وراء صورتها الجميلة والبراقة، ولا حتى عن مصير المدرسة في حد ذاتها، ولو وجدت في «ديباجات» ما يطرحونه تفاصيل صورة توحي بوجود اهتمام خاص بـ»عالم المدرسة» ومن يرتادونها.
قرأت كثيرا من التعاليق، التي تصب في اتجاه ترجيح كفة «غلق المدارس»، بمبرر انتشار الفيروس التاجي فيها، ومعها زرع الحالمون بالقعود، مخاوف في محيط المدرسة الاجتماعي والأسري. ولم أجد ما يبرر هذا الدفع نحو «صورة سوداء»، لم يرسمها كوفيد-19 ولا اللجنة العلمية المكلفة برصد تحركاته، ولا أكثر «المتشائلين» بحدوث ذلك!
غريب أمر من يعتقدون أن «فيسبوك» يمكنه أن يحرك الواقع، ويصبغه بما يشاء من ألوان، بما فيها الأزرق، الذي يكرهه الجزائريون لارتباطه بتاريخ فترة ليست بعيدة، ولأنه يمثل في المخيال الجمعي رمزا لبلد وكيان.
عدا هذا، من حق الجزائريين الخوف على أبنائهم في مدارس لا تحترم البروتوكول الصحي، وفي أخرى لا تحترم التفويج، وفي ثالثة فيها مدرسون مصابون بكورونا، وغيره مما هو واقعي، و»قد حدث فعلا»، لا ما يقوله الفضاء الأزرق..