إن الجيش الوطني الشعبي الذي شكّل النواة الأولى للصناعات الوطنية قادر على رفع التحدي الذي جاء ضمن النظرة الجديدة للصناعات العسكرية و التي أعطى نقاطها العريضة الفريق السعيد شنقريحة ، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ، خلال الاجتماع الذي عقده أمس الأول مع مديري الصناعات العسكرية ، اجتماع يؤسّس للشروع في تجسيد هذا الخيار الاستراتيجي الذي يمكنه أن يخلق ديناميكية للاقتصاد الوطني من خلال المساهمة في تنويعه و ما يترتب عن ذلك من استحداث لمناصب الشغل و تنشيط لصناعات المناولة التي ستستفيد منها كل المؤسسات بما فيها الصغيرة و المتوسطة و الناشئة منها.
إن النجاح الذي حققته الصناعات العسكرية في مجال العتاد المتحرّك مثل العربات ، الآليات ، سيارات الإسعاف و السيارات رباعية الدفع بالإضافة إلى مختلف الأسلحة و الذخائر التي أصبحت تصنّع محليا و بسواعد جزائرية ، يؤكّد أن الجيش الوطني الشعبي قادر على رفع التحدّي الجديد الذي أعلن عنه الفريق شنقريحة ، خاصة و أن هذا الأخير لديه تراكمات تاريخية في مجال التصنيع و الفضل يعود اليه في وضع اللبنات الأساسية للنسيج الصناعي الوطني بداية من ستينيات القرن الماضي من خلال المؤسسات التي كانت تابعة لوزارة الدفاع الوطني و كانت رائدة في مختلف المجالات التصنيع و كانت تشغّل الآلاف من العمال و بالإضافة إلى بعدها الاقتصادي كانت تجسّد العمق الشعبي لجيشنا الوطني من خلال تشغيل الآلاف من المستخدمين المدنيين الذين كانوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم من المستخدمين العسكريين في الورشات و المصانع .
إن الحصار الذي فرض على بلادنا خلال الهجمة الإرهابية الدموية بعدما رفضت بعض الدول تزويد جيشنا بالعتاد ، الأسلحة و الذخائر تحت حجّج و مبررات واهية تخفي تواطأ مع الإرهاب و تشجيعا له ، كان درسا وافيا و لأن “المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين” كان لا بد من إعادة بعث صناعة عسكرية وطنية تغطّي كل حاجيات جيشنا الوطني الشعبي و تقطع مع كل أشكال التبعية و هو شوط تم قطعه بنجاح و نتائجه بادية للعيان ليبقى الرهان الأكبر هو العمل على اقتحام الأسواق الخارجية و هو تحدّ سترفعه مؤسستنا العسكرية كما رفعت الكثير عبر تاريخها المسطّر بأحرف من ذهب.