سهام شريط من بين الوجوه الثقافية والفنية النشيطة على أرض الواقع أو افتراضيا، من خلال مشاركتها في التظاهرات والمعارض والأمسيات الأدبية وتشجيعها للمواهب الشابة في ولاية تبسة، لم تنل جائحة كورونا من إرادة سهام ولم تؤثر على موهبتها بل زادتها تمسكا بالإنتاج الأدبي والرسم التشكيلي.
– الشعب: سهام شريط فنانة شاملة تجمع بين الكتابة والفن التشكيلي ومواهب كثيرة أخرى، كيف تتعامل مع أزمة كورونا؟ وهل للوضع الصحي والحجر انعكاسات على نتاجها الفني والأدبي هذه السنة؟
الكاتبة والفنانة سهام شريط: في شهر مارس 2020، عدت من منزل والدي بعد مراسم دفنه أجرّ خيبتي وأوجاعي ورائي، رجعت إلى بيتي مكسورة الخاطر حزينة لفراق أبي فدخلت مباشرة في مرحلة الحجر الصحي وكارثة الوباء وضجيج الكلام المستمر في هذا الموضوع المزعج، فلم اعتبره موضوعا غريبا عن حزني، أو بعيدا عن ألمي بعد فقدان والدي وقبله بسنوات أمي غاليتي رحمهما الله، حاولت استغلال هذا الوجع وهذا الحجر والحظر في تفجير مواهبي، وجعلت من سجني وحسرتي نعمة ومنبعا يتدفق منه الإبداع، واعتبرت هذه الجائحة ابتلاءً لاختبار إيماني وقوتي…لم أكتب عن الجائحة لكن كتبت ورسمت للحب والأمل.
كتبت عن الحب والوطن، كتبت عن الوجع والذكريات، عن أمي وعن أبي جسدت إحساس الفقد في أشعاري، جمعتها وصففتها في ديوانين باللغتين العربية والفرنسية.
أتممت كتابة روايتي وسيناريو لفيلم وثائقي يروي قصة أول معلمة للغة العربية في تاريخ مدينة تبسة خلال سنوات الاستعمار الفرنسي للجزائر في الأربعينات والخمسينات، ثم أطلقت العنان لريشتي وألواني فرسمت للحب لوحاتي.
– عرف الفن التشكيلي انتعاشا على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، هل كان لسهام نصيب في ذلك؟
شاركت من خلال المعارض الافتراضية التي نظّمتها دور الثقافة لولاية تبسة وخنشلة وأم البواقي، وكذلك حوارات لبعض الصحفيين والصحفيات من خلال الصفحات الفيسبوكية والمنتديات الالكترونية.
– كثر الحديث عن سوق للفن ومنصة رقمية تجمع الفنانين التشكيليين وتعرّف بأعمالهم، هل هذه المشاريع قابلة لفك العزلة عن فنّاني ورسّامي ونحّاتي مناطق الظل؟
أنا أعترض وبشدة عن سوق الفن، بالنسبة لي الإبداع لا يُشترى ولا يُباع تعرض اللوحات في أروقة المعارض أو الكترونيا ليتمتع بالنظر إليها محبو الإبداع والفن، وللكثيرين رأي آخر في هذا الموضوع.
– ما هي المواضيع أو الأفكار التي ترسمها سهام شريط؟ وكيف اكتشفت موهبة الفن التشكيلي لديك؟
أرى الجمال في روح الأشياء وأتعامل مع الإبداع بروح الجمال، لذا أحرك ريشتي بألوان الحب وقلمي بحبر العطاء، وأمزج بين الرسم والحرف والموسيقى، وأهب لمن يرغب في ذلك كل أنواع الأحاسيس الحالمة.
لا أذكر أني رسمت قبل أن أكتب ولا اذكر أني كتبت قبل أن أرسم، هي مَلَكة تلد مع المبدع وتصاحبه منذ أول يوم في عمره فتنمو معه وتكبر، هكذا حالي مع ما يسكن روحي من ألوان وحروف وحب للفنون، للجمال وللإبداع.
– ما هو جديدك الأدبي والفني؟
رسمت لوحتين فقط وذلك بسبب غلاء المواد والوسائل، الكثير من الأفكار واللوحات تنتظر الخروج إلى الواقع لكن ما املكه من مال فضلت أن ادفعه ثمن طباعة الكتب الثلاثة التي أتممتها، أنا موظفة متقاعدة وأتقاضى أجرا بسيطا ولا أستفيد من أي دعم.
– كيف هو المشهد الثقافي في أم البواقي وتبسة بما أنك تنتمين للمدينتين العريقتين؟
أنا مولودة بمدينة عين مليلة ولاية أم البواقي نشأت وكبرت بمدينة الخروب بولاية قسنطينة ثم تزوجت وعشت بمدينة تبسة المعطاءة، والتي تزخر بكنوز أثرية وتاريخ عريق وطاقات كبيرة من المبدعين في الكثير من المجالات فنيا وأدبيا، لكنها مدفونة تحت ركام النسيان والتهميش.