أثار تصريح وزير الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، بعدم حاجة الجزائر لإقامة مستشفيات ميدانية لمعالجة مرضى كوفيد-19 في الوقت الراهن، جدلا واسعا وسط الرأي العام، لا سيما وأن الواقع يؤكد الحاجة إليها لتفادي أي طارئ خاصة مع تعرض البلاد لموجة ثانية من الفيروس التاجي.
وفي هذا الصدد تعجب عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا في الجزائر، محمد بقاط بركاني، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين” من خرجة وزير الصحة، مؤكدا أن المستشفيات الميدانية ضرورية من أجل التصدي للموجة الثانية من الفيروس.
وقال بركاني:” قلنا يجب تخصيص قاعات مثلا من معرض الجزائر لاستقبال المرضى الذين يعانون من الفيروس وفيها نقدم الأوكسجين وتوفير الأسرة لأن المستشفيات لا تكفي، بصراحة علينا أن ننظم أنفسنا نظاما عسكري لأنه الأنسب في هذه الفترة”.
وفي سياق ٱخر استبعد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس “كورونا” في الجزائر، العودة لغلق المساجد وتعليق الصلوات الخمسة فيها جراء وفاة إمامين في ولاية شلف خلال الأسبوع الجاري، بسبب الفيروس التاجي.
وأفاد المتحدث أن المساجد المرخص لها بالفتح لأداء الصلوات المفروضة فيها تحترم اجراءات البروتوكول الصحي المتفق عليه مع الجهات الوصية، وهذا منذ إعادة فتحها أمام المصلين يوم 15 أوت المنصرم.
وفي رده على مطالب بعض جمعيات أولياء التلاميذ بغلق المدارس بسبب تخوفهم من انتشار فيروس “كورونا”، قال بركاني “إنه من من غير المعقول غلقها وعلى لا القائين عليها احترام الاجراءات الوقائية عوض تهويل الأمر”.
واستشهد رئيس عمادة الأطباء بعديد الدول التي تشهد ارتفاعا في عدد الاصابات المؤكدة ولم تقدم على غلق المؤسسات التربوية، ليضيف:” اذا تم تسجيل أكثر من 3 حالات في القسم يتم اتخاذ الاجراءات المعلن عنها في البروتوكول الصحي”.
وحول إمكانية فرض حجر صحي شامل أو جزئي صارم على بعض الولايات التي تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الاصابات، ذكر عضو اللجنة العلمية بأن هذه الخطوة مستبعدة لأن الحجر الصحي المفروض في بداية تفشي الفيروس أعطى حدوده.
وأشار المتحدث إلى أن الأرقام المعلن عنها بخصوص الاصابات المؤكدة بالوباء مستقرة بعد ارتفاعها بشكل ملتفت قبل شهر أو أقل، معترفا في نفس الوقت بأن الحالات الحقيقية تفوق الأرقام المعلن عنها يوميا لعديد الأسباب منها عدم توجه المريض للمستشفى.
وفي السياق نفسه أكد بقاط أن الجزائر تعيش وضعية وبائية مقلقة جراء الموجة الثانية للفيروس التي ضربت البلاد مثلما اكتسحت عديد الدول في العالم وتسببت في تسجيل أرقام قياسية متعلقة بالوباء ما تطلب اخذ إجراءات صارمة بعض الشيء.
وبشأن النقل ما بين الولايات، ربط المتحدث عودة نشاطه بتحسن الوضعية الوبائية، وهذا مخافة أن يمس الفيروس الولايات التي تشهد انخفاضا واستقرار في عدد الاصابات اليومية، موضحا:” يجب أن تبقى معزولة حتى تتحسن الوضعية أكثر وأكثر”.