نشطت الكاتبة والإعلامية فضيلة بودريش مساء الخميس، ندوة عن بعد حول تقنيات كتابة الرواية الأدبية.
وقدمت الروائية على ضوء خبرتها سلسلة من الأدوات والتقنيات التي تجعل الكاتب المبتدئ من المهتمين بجنس الرواية في مسار صحيح لكتابة رواية مشوقة.
خاضت فضيلة بودريش القاصة والروائية بشغف كبير في مسار ”أنجح الخطوات لكتابة رواية بالمقاييس المطلوبة، “.
وحاولت تبسيط النصائح الموجهة إلى الكاتب بداية بضرورة تحليه بالثقة والصبر والمثابرة.
وقبل ذلك ” قراءة مجموعة من الروايات ينجذب إليها سواء كانت أدبا جزائريا أو عربيا أو عالميا بمختلف اللغات التي يتقنها الكاتب، لأنه لا يمكن لكاتب لا يقرأ أن ينجح في كتابة الرواية”.
واشترطت بودريش على الكتاب أيضا ” البداية بتحديد فكرة للرواية حيث لا يمكن أن تنجح الرواية التي لا ترتكز على فكرة، وهذه الفكرة قد تستقى من الواقع أو من جريدة أو من قصة أو أحداث سمع عنها أو فيلم وما إلى غير ذلك بشرط أن تحمل الفكرة الابهار وتكون جديدة.”
كما أوصت الكاتبة ب “ضرورة صقل الأسلوب قبل الشروع في الكتابة، مع الزامية الاعتماد على الجمل والعبارات القصيرة، “.
ونصحته قبل الانطلاق ” برسم ملامح وحدود الرواية في ملخصات مثل تحديد الشخصيات من أسماء ووصف فزيائي إلى الدور أو الأدوار و تسجيل كل ذلك في صفحة مع تحديد شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية، وكتابة الحبكة في صفحة أخرى.”
وعليه أيضا تلخيص احداث الرواية من بدايتها إلى نهايتها في حدود 500كلمة و”كأننا نخبر صديقا عن رواية أعجبتنا، من ثم فقط يمكن للكاتب أن يسرع في كتابة روايته، لكن مع أهمية اعتماد عنصر التشويق من الأسطر الأولى وتجنب الحوار الطويل” حسب ما أضافت فضيلة بودريش.
وركزت الكاتبة ” على أهمية الحبكة التي ينبغي أن تنسج بطريقة ذكية كأن تكون أمر صعب أو أزمة أو سر، مع إمكانية وجود حبكات فرعية في عدة فصول.”
وتعتقد بودريش ” أنه يجب التخطيط للزمان والمكان وعصر حدوث القصة وإن كانت مستقبلية ترتكز على الخيال وحده ، كما أن لكل رواية نهاية حتى وإن كانت مفتوحة. ”
وشبهت الكاتبة بودريش” الروائي الناجح بالمهندس المعماري الذي يصمم منزلا جميلا”، مؤكدة أن “الرواية تسير في نسق واحد من حيث التجانس حتى تكون مغرية ومتقدة من البداية إلى النهاية، و من الأسطر الأولى يشد القارئ بإرادته لمواصلة قرائتها”
وبالموازاة مع ذلك تعتقد الكاتبة أن كتابة الرواية فن وليست علم.
وطلبت من متابعيها “تحديد وقت للكتابة ، صباحا أو مساء وترك الكسل الذي أسمته بالخوف الذي ينتابنا من مواصلة الكتابة،”
وتمنت في الأخير للجميع النجاح وإثراء الساحة الأدبية بأعمال أدبية قوية تصل إلى تطوير النص الروائي الذي يشهد إقبالا قويا من طرف الشباب.
وقدمت الروائية فضيلة بودريش مقاطع عن روايتها في نهاية الندوة.
للإشارة تدخل هذه الندوة الافتراضية في إطار سلسلة من الندوات من تنظيم نادي الأمل الأدبي لولاية تندوف الهدف منها مد جسور التواصل بين الأدباء و القراء و المبدعين الشباب و تنشيط الفعل الثقافي على أوسع نقاط.