أكد سفير المجر بالجزائر جيورجي بانتوش أن بلاده تركز في علاقاتها مع الجزائر، على ترقية التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولهذا الغرض تم تخصيص 150 مليون أورو لتمويل المشاريع الجزائرية – المجرية في المستقبل، مبرزا الإمكانيات المتاحة في مجال التعاون الاقتصادي بين بلده والجزائر على أهمية تفعيل هذا التعاون.
«الشعب»: الجزائر والمجر وقعتا مؤخرا أربعة اتفاقيات في إطار دعم التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، ما محتواها؟
جيورجي بانتوش: أعتقد أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والتي شملت المنح الدراسية، الأرشيف التكوين المهني، إلى جانب التعاون بين المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية بالجزائر والأكاديمية الدبلوماسية المجرية، هي امتداد لمسار طويل من الشراكة التي تعود إلى سنوات السبعينات والثمانينات بين الجزائر والمجر التي تركز في تعاملاتها التجارية مع الجزائر، على المواد والتكنولوجيات الزراعية التي سيكون لها دور كبير في المستقبل.
كما أن الشركات المجرية لديها خبرة ممتازة في مجال صناعة المواد الغذائية، وبالتالي فإننا نتوجه نحو إنشاء شركات مختلطة في هذه المجالات، وفي مجال التعليم العالي والبحث العلمي، تم توقيع اتفاق من أجل مواصلة برنامج المنح الدراسية، بدليل تخصيص مائة منحة دراسية لفائدة الطلبة الجزائريين الذين أبدوا اهتماما كبيرا لمتابعة دراستهم الجامعية في المجر.
وتم إحصاء 1170 طلب منحة للدراسة في الجامعات المجرية، وتم تنظيم مؤخرا رحلات خاصة لفائدة 65 طالبا للانتقال إلى المجر، والالتحاق بمقاعد الدراسة في الجامعات المجرية وأغلبيتهم في اختصاص الهندسة والتكنولوجيات الحديثة، كما تم الاتفاق كذلك مع الوزارة المعنية ليتم التركيز على الدراسات التكنولوجية في مجال الهندسة، حيث استوعب بلدانا ضرورة عصرنة الاقتصاد، وعليه فإن تبادل الخبرات إلى جانب التحكم الأفضل في ممارسة التقنيات الحديثة ستكون الأفضل لبلدينا.
– تم تخصيص 150 مليون أورو لتمويل المشاريع الجزائرية ـ المجرية مستقبلا، ما هي هذه المشاريع وفي أيّ مجال ؟
حقيقة تم تخصيص 150 مليون أورو لتمويل المشاريع الجزائرية –المجرية، والعمل جار من أجل تشجيع الشركات المجرية المختصة في تسيير الثروة الغابية والتكنولوجيات الزراعية، وقد تم الاتفاق خلال لقاء وزير الاقتصاد المجري مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقدوم، على الانطلاق في محادثات حول اتفاقيات لفسح المجال أمام الشركات المجرية للاستثمار في الجزائر، غير أن جائحة كورونا أجلت نوعا ما الانطلاق الفعلي لذلك واكتفى المستثمرون بالفيديو المرئي مع نظرائهم الجزائريون.
-ترغب المجر في توطيد علاقاتها مع الجزائر التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الغاز، وهو مورد تسعى إليه لإنتاج الكهرباء على وجه الخصوص ؟
أعتقد أن مجال الطاقة يمثل أحد اهتمامات الدولة المجرية التي تسعى لتوطيد علاقاتها مع الجزائر التي لديها احتياطي غاز ضخم والذي تحتاجه المجر في العديد من المجالات لاسيما توليد الكهرباء، وعلى هذا الأساس تم الشروع في مفاوضات بين شركة الكهرباء المجرية وشركة الطاقة الجزائرية سوناطراك باتفاق على الأسعار يفضي إلى وصل المجر بالغاز الجزائري.
– صرح وزير الخارجية والتجارة المجري خلال زيارته الأخيرة، أن الجزائر تقوم بدور رئيسي في استقرار الوضع في شمال إفريقيا، هل من تعليق ؟
تعتبر الجزائر قوة إقليمية ولها دور كبير كذلك في المنطقة اتجاه عدة قضايا على غرار ليبيا ومالي ولا أحد ينكر مساعيها في تسوية الصراعات القائمة بطريقة دبلوماسية وسلمية فهي تسعى جاهدة وبتنسيق مع عدة دول لإيجاد حل للأزمة في ليبيا نفس الشيء بالنسبة لمالي، دون أن ننسى الدور الذي تقوم به في محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فهي تدافع إن صح التعبير عن أوروبا بطريقة غير مباشرة، وعوض أن يتم انتقاد الجزائر من قبل بعض الأطراف بخصوص تنامي هذه الظاهرة، كان من المفروض مرافقتها للحد من الهجرة غير الشرعية والفضل كل الفضل يعود للجيش الوطني الشعبي الذي يحمل على عاتقه مسؤولية حماية الحدود ومحاربة هذه الظاهرة والنتائج المحققة على أرض الواقع دليل على ذلك.
– تشهد المنطقة نزاعا بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي، ما موقفكم من هذه القضية ؟
بخصوص الصراعات والنزاعات القائمة في الوقت الراهن على غرار النزاع الجاري حاليا بين جبهة البوليساريو والمغرب، فإن المجر تتقاسم نفس الرؤية مع الأمم المتحدة التي يبقى هدفها الأسمى حفظ السلم والأمن الدوليين، وندعو الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة.