“موسيقى الآهقار من الشفاهية إلى التدوين”، هو أول إصدار للكاتب و الموسيقي بوغردة عبد الوهاب، الحامل لشهادة دراسات عليا في الموسيقى، باحث في التفافات الشعبية و متحصل على عدة جوائز وطنية ودولية كعازف على العود.
كشف الكاتب والموسيقي بوغردة عبد الوهاب، أن إصدار كتابه الأول، ما هو إلى تجسيد لاهتمامه الكبير وشغفه ب” بتدوين التراث الموسيقي لمنطقة الآهقار خاصة وموسيقى المناطق الأخرى من الوطن بصفة عامة وكل ما يعنى بموسيقى الشعوب”.
وأضاف الكاتب في تصريح لـ ” الشعب” أن الكاتب الذي اختار له عنوان “موسيقى الآهقار من الشفاهية إلى التدوين “، صدر في 124 صفحة مقسمة على خمسة فصول، مؤخرا عن دار الأمير للنشر و التوزيع في جيجل، وتحت إشراف الباحث والمحافظ عن التراث عازف تزمرت احمد مولودي.
وضمن بوغردة أول فصول الاصدار ” تاريخ منطقة الآهقار وعاداتها وتقاليدها، التي يُؤدى فيها كلها الموروث الموسيقي”، ليتطرق في الفصل الثاني” إلى الموسيقى الآلية لمنطقة الآهقار”، التي لم تحضا حسبه ” “ببحث علمي أو أكاديمي، مصنفا إياها إلى صنفين.
وحصص الآلات الموسيقية التي تحتوي على تقنية صوت مزدوجة مثل آلة “تزمرت” وهي فريدة من نوعها، ولا توجد إلى في منطقة الآهقار” .
و” تناول الشق الثاني آلة الإمزاد الشهيرة، التي قام الكاتب بإعادة تنظيمها و تصنيفها في عائلة الامزاد وتقنينها ، تقنينا علمي دقيق في مادة علم الآلات والأصوات”، أضاف بورغدة.
ويضم الفصل الثالث من الكتاب الموسيقى الإيقاعية التي تجمع الأصوات ، حيث سلط الكاتب الضوء عن ما اسماه :” الإيقاع الأصلي لمنطقة الآهقار، مثل موسيقى التندي، التي كانت في حاجة إلى إعادة اعتبار و تصنيف وفق استعمالاتها المتعددة في مختلف المناسبات”. و كشف الكاتب هنا أن موسيقى “التندي” تستعمل في المديح و المناسبات الدينية و الطوقوسية و كذا الأفراح وتسمى “أروقص”
وتناول الفصل الرابع الموسيقى الأحادية الصوت والموسيقى التي تجمع الأصوات ، و كذا آلة تزمرت الشهيرة.
كما جعل بوغردة من الفصل الخامس والأخير، فصلا تطبيقي بامتياز ضمنه دراسة ونماذج تحليلية لمختلف الطبوع الآلية والنغمية والإيقاعية والموسيقية للمنطقة ودراسية تحليلية لكل ما سبق ذكره في الفصول السابقة. مشيرا أن موسيقى الآهقار ترتقي إلى أكثر من الفولكلور، وتصنف ضمن موسيقى الشعوب.
وفي سياق حديثه أشار بوغردة أن انجاز إصداره تطلب سنتين من البحث العلمي، وانه قام به بهدف توضيح قيمة موسيقى منطقة الآهقار التي هي شق من هوية مجتمع التوارق يحمل في طياته موروثا ثقافيا بقيمة كنز عظيم.
كما يعتبر الكاتب أن” حماية و تدوين التراث اللامادي للمنطقة هو قضية ذات أولية هامة في العصر الحالي ، كوننا في منطقة حدودية يكبر فيها شبح السطو الثقافي، و تفشت فيها ذهنيات تتعمد تهميش العادات و التقاليد لصالح السطحيات.
وأفصح بوغردة عن مشروعه القادم و الذي يتضمن بحث حول تاريخ الآلات الموسيقية التقليدية و إعادتها للواجهة.