صدر للكاتب والأستاذ الجامعي مصطفى خياطي مؤخرا، كتاب الأطفال عبر التاريخ في العالم والجزائر تناول فيه المراحل التي مرت بها الطفولة مند حقبة ما قبل التاريخ والى زمن التكنولوجيات الحديثة والعصرنة.
يحمل الكتاب الصادر عن المؤسسة الوطنية للنشر والاشهار “Anep“ دراسة في تاريخ مكانة الطفل في المجتمعات ومعاملتها له التي كانت داليا ما ترتكز على المعتقدات الدينية والظروف الاجتماعية والطبيعية في ذلك.
يسافر خياطي بالقارئ في رحلة عبد الأزمنة انطلاقا من حقبة ما قبل التاريخ و كيف كان البشر يعاملون الطفل مركزا على استعمالها للقيادة و العنف في حقه وتقديمه قربانا معتقداتهم الوثنية، مرورا للفراعنة الذين أولهوه اهتماما خاصا بصحته و تعليمه.
وعرجت الدراسة التي تعتمد فيها الكاتب على كم هائل من المراجع والأبحاث التاريخية والعلمية ، على مكانة الطفل عند الاغريق و الرومان والصينين القدامى وحتى المجتمعات الآسيوية والأفريقية والامريكية الجنوبية القديمة.
وخصص الإصدار جانبا أيضا لهذه المكانة في الديانات اليهودية والنصرانية و الإسلام والحقوق التي تعطيها كل منها للأطفال.
وانطلاقا من الخلفية التاريخية التي تعالج فيها أيضا موقع الطفل ومعاملتها في أوروبا خلال العصور الوسطى و بداية النهضة الاقتصادية سلط خياطي الضوء عل الاستغلال البشع للأطفال من قبل الاقطاعيين والصناع والحرفيين وتوعيتهم المزرية خلال المجاعات الحروب والأمراض التي عصفت بالقارة القديمة العصور طويلة.
وتضمن الكتاب فصلا مطولا عن حقوق الطفل التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة و مختلف المعاهدات التي تبنتها أغلب دول العالم لحماية الطفل من العنف والاستغلال بشتى أنواعها ولضمان حقه في الصحة والتعليم واللعب والرفاهية.
وفي تناوله لوضع الطفلة في عصر التكنولوجيات الحديثة يكشف خياطي المخاطر الجديدة التي تهدد سلامة و صحة الناشئة والخطف والاستغلال الجنسي والقتل و التعذيب واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة وتوظيفها في شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها من الآفات التي تستدعي تجنيد كل الطاقات لحمايته منها.
وتتطرق الدراسة إلى الأهمية التي توليها الدولة الجزائرية للطفل مند الاستقلال و حرصها على ضمان كل حقوقه انطلاقا من وضع قوانين تشريعية و تنفيذية تحفظ سلامته و صحته وحقه في التعليم والعيش الكريم.
وعرج خياطي في هذا الصدد على محاربة الحكومة الآفات التي تضر بالأطفال والمراهقين والعنف الجسدي و المعنوي ، المخدرات، الرسوب المدرسي، الخطف، القتل، التشرد، والاستغلال من قبل شبكات التسول والجريمة بمختلف جوانبها، مشيرا إلى اشراك المجتمع المدني في كل عمليات التخسيس و التوعية لحماية الطفولة.
جاء كتاب الأطفال عبر التاريخ في العالم وبالجزائر في 356 صفحة وقامت بتقديمه مريم شرفي رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة.