أرجع عدد من المختصين في الأمراض المعدية بوهران سبب تراجع عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة المكتسبة “الأيذز” خلال الفترة الحالية إلى الانخفاض الكبير في معدلات الاختبارات السريعة والتحاليل المطلوبة، جراء “كورونا”، ومخافة انتقال العدوى.
وهذا التناقص الحاد في الإقبال على اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشري (HIV) بدأ يأخذ منحى خطيرا، دفع العديد من الجمعيات الناشطة في المجال عبر الوطن إلى المطالبة بتكثيف الحملات التوعوية بمخاطر الإصابة بالمرض، ومنها الجمعية الوطنية “حق الوقاية” للحماية ضد السيدا.
وعلى ضوء ذلك، أكّد البروفيسور”مرابط”، أستاذ مساعد في أمراض النساء والتوليد، وعضو جمعية حق الوقاية بمكتب وهران على أهمية إجراء هذا النوع من اختبارات الكشف السريع عن الفيروس، كجزء هام من الرعاية الصحِية الروتينية، وذلك على الأقلّ مرَة واحدة سنويّا.
وأوضح نفس المختص أنّ “التشخيص المبكر غالبا، ما يؤدي إلى الحد من انتشار عدوى هذا الفيروس الذي يضعِف جهاز المناعة، وذلك من خلال علاج مبكر بالأدوية التي قد تؤخر تقدّم المرض إلى الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب “الإيدز” الذي يعتبر هو الآخر “جائحة” من الأمراض الوبائية المتفشية.
واستنادا إلى نفس المصدر، تعتبر جمعية “حق الوقاية” التي تأسست في سنة 1998 تحت رئاسة البروفيسور “عبد الحق تاج الدين” من أهم المؤسسات الناشطة في ميدان مكافحة وباء الايدز، تحولت من الطابع المحلي إلى الوطني في عام 2014 بفضل حنكة مسيريها وأعضائها من اللذين حملوا على عاتقهم مرافقة هذه الفئة من المرضى التي لا تزال تعاني في صمت رهيب نظرة المجتمع من حولهم.
وتواصل الجمعية توفير الفحص المخبري السريع لتشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة، الموجه مجانا وفي سرية تامة للفئات المستهدفة من المجتمع، على غرار متعاطي المخدرات وممارسي العلاقات غير الشرعية، ومختلف الحالات التي تظهر الأعراض عليها: ومنها الحمى والصداع والسعال وضيق التنفس وارتفاع درجة الحرارة، وكذا انتفاخ في مناطق الغدد اللمفوية والطفح الجلدي وغيرها من العلامات التي تتطور حسب مراحل تلوث “الدم”.
وتساهم هذه المؤسسة أيضا في نقل الأدوية لمرضى فيروس فقدان المناعة المكتسبة (سيدا) إلى مقرات إقامتهم بسبع ولايات، وذالك من وهران و إلى غاية تيارت وتسمسيلت، كمبادرة “فريدة” لوقاية هذه الفئة الهشة من وباء “كورونا” المستجد، وكذا التقليل من مضاعفات التوقف المفاجئ للعلاج، لاسيما خلال الفترة المتزامة مع إيقاف النقل بين الولايات.