من يتمنون ويطالبون بغلق المدارس بداعي الخوف على «مستقبل البلاد»، ممثلا في أطفال الجزائر وشبابها، وبمبرر انتشار فيروس كورونا، (بعيدا عن من يخافون على المدرسة ومكوّناتها) هم في الحقيقة دعاة توسيع جغرافيا الجهل في بلاد..
أقول هذا الكلام وأنا في حالة استغراب من هذه الفئة، التي تُروّج لغلق المدرسة، عن وعي أو بغير وعي، وتقول بضرورة غلقها خوفا على أطفال أثبتت الأبحاث المنجزة حتّى اليوم، بخصوص كورونا، أنهم في آخر سلسة ضحايا الفيروس التاجي، إن لم يكونوا استثناء، في قوائمه المُوشّحة بكل الفئات العمرية، عدا البراءة!
وعن هؤلاء، أضيف استغرابا، من ملاحظات خارجة توّا من محيط المدرسة أو محيط «أعدائها»، مفاده أن دعاة غلق المدرسة نوعان، نوع لا يدري، وهو ما يفسّر رفض شراء الأدوات المدرسية والكتب التعليمية، حتى الآن، ونوع ثان، لا يظهر في الصورة، ويُروّج لهذا (الطرح) بكل ما يملكُه الفضاء الأزرق من تأثير في من «يأكلون بآذانهم» و»يفكرون ببطونهم»، وهو نوع يتمنى أن يستمر ابتعاد العلم عن عقول لها كامل الاستعداد في التلقي والتلقين والتعلم، وبالتالي البحث والتفتق الذهني الذي يصنع المستقبل، فعلا لا قولا..
الفئة الثانية لا تستهدف المدرسة كمدرسة، كحيطان وهياكل، بل مُرادها يتجاوز «توقيف الدراسة» لأسباب صحية، مثلما يقول المروّجون لإعادة غلق المؤسسات التعليمية في وجه تسعة ملايين تلميذ، خوفا عليهم من فيروس سيدرسُونه لاحقا في حصص تعليمية تكون فيها كورونا قد تحولت من اسم مخيف إلى ماركة مسجلة على ظهر قارورة لقاح يحمل اسم هذا الفيروس..
المشكلة ليست في توقف الدراسة مدة معينة، مثلما حصل مع بداية الحجر الصحي، والضبابية التي كانت سيدة الموقف العلمي في مارس الماضي، والشهور القليلة اللاحقة، بل تكمن في غياب وعي اجتماعي حيال محاولات توسيع رقعة الظلام، بدل توسيع دائرة الضوء..