ابتكروا، أبدعوا وتنافسوا فنالوا الجوائز والتكريم والعرفان..هم طلبة جامعيّون جزائريون منخرطون في نوادي علمية، يقسّمون أوقاتهم بين الدراسة في شتى التخصصات العلمية والتكنولوجية وبين نشاطهم في النوادي العلمية والثقافية لجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار بالعاصمة.
شاركت الجامعة الجزائرية ممثلة في 3000 طالب في المسابقة الدولية التي أجرتها شركة هواوي العالمية في تقنيات التكنولوجيات الحديثة، وكان الفوز بالمرتبة الأولى والثانية لفريقين من جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، هما فريق «السحابة» وفريق «الشبكة».
يتشكّل فريق «الشبكة»، الفائز بالجائزة الكبرى من الطلاب أحمد نوار وسفيان مايدات من جامعة باب الزوار ومن جامعة سعيدة بوسعيدي محفوظ ويشرف عليهم الأستاذ وليد بوسنة.
يتكوّن الفريق الثاني «الساحبة» من عبد المهيمن الطيب من معهد ENTTC بوهران، حمرور عبد الرحمان من جامعة باب الزوار وتقي الدين فلاق من المدرسة الوطنية للعلوم والإعلام الآلي، وأشرف على هذا الفريق اقشاش ياسين.
ليس هذا التتويج الأول من نوعه بالنسبة للجامعة الجزائرية، فلطالما سجلت الكفاءات الوطنية أسماءها في المسابقات المحلية والقارية والعالمية، ولطالما برهن الطلاب على حبهم وشغفهم بالابتكار والبحث العلمي، وخير دليل على ذلك تقليد الانتساب إلى النوادي العلمية والثقافية مند التحاقهم بالجامعة مباشرة.
تساعد هذه النوادي الطالب على تطوير معرفته وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته على البحث والابتكار، بالإضافة إلى اهتمامه بدراسته، حيت يكون عند تخرجه قادرا على تأسيس مشروعه الخاص أو الالتحاق بجدارة بعالم الشغل.
1200 منخرط بنادي Celec
كشف أسامة سليماني، 24 سنة، طالب ماستر 2 أنظمة الاتصالات كلية الإلكترونيك بجامعة هواري بومدين، ورئيس النادي العلمي Celec المتخصص في الإلكترونيك والإعلام الآلي، أن هذا الأخير أسس سنة 1987 وهو مفتوح للطلبة ، الجامعيين من مختلف التدرجات والتخصصات.
أضاف سليماني أنّ «الطالب الجامعي يمر بعد انخراطه في النادي، بعدة مراحل، إذ نفتح التسجيلات في بدابة العام ونقدم للمنخرطين الجدد تربصات ودورات تكوينية في 15 مجالا منها لغات البرمجة الروبوتيك، الإعلام الآلي، الإلكترونيك، وفق برنامج مسطر على طول السنة الجامعية. ويشترط للانخراط في النادي من الطالب أن تتوفر فيه العزيمة والإرادة وحب المعرفة فقط».
وتليها – يقول – «المرحلة الثانية وهي مرحلة المشاريع، حيت نسند للطلاب الذين استفادوا من تربصات في دورات تكوينية، مشاريع بحثية يقومون بها في مجموعات يترأس كل منها أحد قدامى النادي، هذه السنة عندنا 20 طالبا تدرج ماستر 2، يشرفون على تكوين وتأطير المنخرطين من السنة الأولى فما فوق».
وتليها، حسب ما أضاف سليماني «مرحلة المشاركة في المسابقات»، مشيرا إلى أنّ «النادي يضم أكثر عدد من المنخرطين مقارنة بالنوادي 14 الأخرى، وهم 1200 منخرط».
وأشار سليماني «أنّ الانخراط في النادي الجامعي العلمي، يجعل من الطالب غير ملتزم بالدراسة وفقط بل تنمو لديه الإرادة للابتكار والتعلم وإحداث الفارق، والتكوين، الأمر الذي يقربه أكثر من عالم الشغل، وينمي الثقة في قدراته».
«نحن نسجل 100 % نسبة التفوق في الدراسة، وأيضا نسبة 100 % الانخراط في مجال التوظيف بعد التخرج، ويبقى شعارنا أن النادي أمانة استلمناها، نحافظ عليها بعزم ونسعى بدورنا لتسليم المشعل إلى الأجيال القادمة».
مشاريع وابتكارات علمية كمّا ونوعا
يحصي النادي العلمي Celec العديد من المشاريع العلمية، وقد شارك ببعض منها في المسابقات الوطنية والعلمية، منها: «مشروع في الروبوتيك، ومشروع طائرة بدون طيار، وآخر بتصميم مواقع إلكترونية ومنصات رقمية موجهة للصالح العام، وموجهة للفلاحة والسياحة والشباب والرياضة، على وجه الخصوص.
ويعتبر سليماني أن كل مشاركة لأعضاء النادي في المسابقات هي «عبارة عن مشاريع راهنة تواكب عصرنة التكنولوجيات، ويكون عليها طلب في الحياة اليومية.
ونقوم أيضا كنادي علمي بالمشاركة في المعارض سواء في الجامعة أو خارجها وفي الأبواب المفتوحة، كما ننظّم حملات توعية وتحسيس حول الكثير من المواضيع الراهنة، فنحن نسعى إلى أن تكون علاقة مباشرة بين الجامعة ومجال الاقتصاد والابتكارات والإبداع والتنمية.
إعلاء راية الجامعة الجزائرية في المحافل الدولية
بدأ النادي مشاركته في المسابقات الوطنية منذ 2015، وانطلاقا من سنة 2017 تغيرت وجهة النادي وبدأ المشاركة في المسابقات الدولية»، يقول رئيسه مضيفا: «كانت أول تجربة لنا في اليابان في مسابقة حول الذكاء الاصطناعي، وتحصل النادي على المرتبة الرابعة من بين 50 بلدا مشاركا، وفي مارس 2019 شاركنا في المغرب في الروبوتيك وتحصلنا على المرتبة الأولى أفريقيا، ثم شاركنا بتونس في شهر الروبوتيك وحصدنا المراتب الأولى والثالثة في 3 مسابقات افريقية ومغاربية.
وخاض النادي شهر نوفمبر 2019 مسابقة بفنلندا بمشاركة 30 عضوا منه ونال نتائج مشرفة، إضافة إلى مشاركته هذه السنة في العديد من المسابقات الافتراضية بحكم تفشي جائحة كورونا.
الجائحة..مرحلة للإبتكار والتطوع
على غرار النوادي الأخرى، عرف نادي «Celec» نشاطا متميزا، حيت قام أعضاؤه بالتضامن مع الفرق الطبية في المستشفيات من خلال تنظيمهم لحملات تحسيسية عن بعد وفي الميدان.
وقال سليماني في هذا الصدد: «لقد وفّرت لنا الجامعة المكان والتراخيص اللازمة لمواصلة أنشطتنا خلال الجائحة وبدأنا بنفق التعقيم، وكانت لنا مشاريع عديدة أصبحت علامات مسجلة، مثلا الرابط البلاستيكي للكمامة، انطلقت من عندنا الفكرة، وتم إنتاجهم بطابعة ثلاثية الأبعاد وتقديمهم بالمجان إلى السلك الطبي في المستشفيات».
و»قمنا أيضا ببعض الاختراعات مثل الواصل بين قناع الغوص وأنبوب قارورة الأوكسجين، وهي الفكرة التي تساعد على التخفيف من ألم المريض ومساعدته على التنفس دون الزج بالأنبوب في فمه أو انفه أو إحداث ثقب في حنجرته ومضاعفة آلامه»، يضيف سليماني.
وشارك النادي رفقة جمعية وطنية في حملة أكتوبر الوردي للتحسيس بسرطان الثدي في الجامعة والمركز التجاري لباب الزوار وبن عكنون، وقد أشرف على العمليات المنخرطون الجدد في النادي.
وكشف رئيس النادي أنه «لم يتوقف نشاطنا خلال الجائحة التي أرغمتنا على مواصلة التربصات عن بعد، وأصبح المنخرطون يقدمون كل أسبوع فكرة مشروع، ويتم تنقيط أعمالهم على أن يكرم الفائزون بعد انجلاء الجائحة».