أنظار مشدودة نحو اللقاح العجيب لعلاج فيروس كورونا، المتمادي في اختراق منظومات صحية بلا استثناء، فارضا طوارئ وتدابير وقائية صارمة لمواجهة الأسوإ.
وزاد الاهتمام بالاختراع الطبي- الصيدلاني الذي استنفد ميزانيات ضخمة وأدى بكبريات المخابر إلى توظيف آخر مستجدات العلم والتكنولوجيا في معركة فرض الوجود، ارتفاع حمى الإصابات والوفيات بكورونا، طارحا السؤال المحير: ما العمل لتجاوز الأخطر؟
هذا السؤال المُردد على الألسنة يتزامن مع أكثر من رأي مروج عبر مواقع إعلامية محذرا من الآتي، مساهما في زرع شكوك بشأن النظام الصحي الاستثنائي والآليات الاحترازية لمقاومة انتشار الفيروس المستجد.
إنها حالة بسيكوز مروعة معيشة يوميا، زادتها تهويلا أخبار «فايك نيوز» متداولة في شبكات تواصل اجتماعي ومواقع افتراضية، حوّل أصحابها أنفسهم إلى مختصين في العلوم الطبية، يفتون في كل شيء ويعطون مقاربات حلول ويقترحون طرق علاج ما أنزل الله بها من سلطان.
هي زوبعة تشكك في آليات مكافحة كوفيد-19، ولم تسلم منها اللقاحات الجاهزة التي تنتظر الضوء الأخضر من منظمة الصحة العالمية للتسويق والاستعمال لإنقاذ البشرية من وباء لم تشهد له مثيلا في تاريخها.
إنها حرب كلامية مضادة يخوضها «أعداء العلم»، معتمدين القاعدة السلبية «خالف تُعرف»، واضعين عن جهل الوباء في خانة «القضاء والقدر»، غالقين أبواب الاجتهاد والبحوث في الاكتشافات الطبية، التي تبرز في مثل هذه الأزمات، وتكسب قيمة ودلالة في مثل هذه الطوارئ استنادا إلى المثل القائل «الحاجة أم الاختراع».
هؤلاء القوم الذين يسبحون عكس التيار، لم يعيروا أي اهتمام لتقارير يومية يقدمها أهل اختصاص، حرصا منهم على حق المواطن في معلومة طبية صحيحة تعزز معارفه وتطمئنه بحقيقة ما يجري حوله، مقنعة إياه بجدوى الالتزام بالإجراءات الوقائية الآمنة دون السقوط في متاهات التهويل يسوق لها من لا ضمير لهم.
هؤلاء المغرورون يوهمون الناس بأنهم وحدهم يملكون الحقيقة، وبعدما تسببوا في إطالة عمر الوباء بسلوكات استهتار، يعودون بحملات تشكك في جدوى اللقاحات عصارة بحوث علماء سهروا الليالي لنجدة البشرية قاطبة من وباء العصر.