يجتمع الأفارقة اليوم في دورة غير عادية لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقي، المتعلقة بإسكات صوت السلاح في قارتنا الإفريقية بعدما تم الانتهاء من الدورة التي خصّصت أمس لمنطقة التبادل الحر.
يعتبر إسكات صوت البنادق والأسلحة من أكبر التحديات التي يجب على الاتحاد رفعها، خاصة مع التطورات الخطيرة والمتسارعة، التي تشهدها المنطقة الغربية من القارة أي في منطقة الكركرات، والتي تنذر باندلاع حرب قد تأتي على السلم في هذه المنطقة وقد تتمدّد – لا قدر الله – إلى أجزاء أخرى من المنطقة وقد تمتد خارجها.
إن استمرار النزاع في الصحراء الغربية من العوامل المرشّحة لإشعال هذه الحرب، التي لا يمكن تلافيها إلا بتحمل المنظمة القارية مسؤولياتها من خلال اتخاذ قرارات صارمة وشجاعة قادرة على إسكات البنادق، كمرحلة أولى، ومن ثمة التأسيس لسلم مستدام في المنطقة، عبر إنهاء هذا النزاع المستمر على مدار نصف قرن، بتصفية آخر بقعة استعمارية، تجسيدا للروح والمواثيق المؤسسة للاتحاد وتعزيزا لعرى التضامن الإفريقي.
الاتحاد الإفريقي الذي ساهم بشكل فعّال في الوصول إلى التسوية الأممية – الإفريقية للنزاع في الصحراء الغربية، عبر آلية تقرير المصير، مطالب اليوم بلعب دور محوري لاستكمال هذا المسار وتشريف التزاماته مع الصحراويين من خلال الأخذ بزمام المبادرة وسد كل فراغ قد تستغله قوى أخرى، قوى لم تتخلّى أبدا عن منطق الوصاية ولا تريد التسليم بأن إفريقيا للإفريقيين؟.
أماط تعاطي الدول الأوربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي – دائمة العضوية منها وغير الدائمة- مع إقليم تيغراي في إثيوبيا اللثام عن حقيقيتين أساسيتين هما: الاستعمار الجديد يريد إبقاء إفريقيا في تبعية مزمنة ليقرّر في كل القضايا والملفات بما يخدم أجنداته ومصالحه. والحقيقة الثانية هي أن تراخي الاتحاد الإفريقي وقلّة فعاليته، سمح لقوى أخرى بالقيام بدوره واتخاذ القرارات في مكانه، بل حتى عندما يتعلّق الأمر بنزاع في عاصمة الاتحاد الإفريقي نفسه يتم البحث عن الحلول في مكان آخر، فمتى تؤمّم إفريقيا قرارها ومصيرها؟!