دعا الأمين العام لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية عبد الله منجي، إلى ضرورة تكثيف التعاون والتضامن الدولي لمواجهة الآثار غير المسبوقة لجائحة كوفيد-19، مذكرا برؤية الجزائر القائمة على التأسيس لشراكة عالمية شاملة في هذا الإتجاه.
وذكّر منجي في كلمة له في افتتاح ندوة افتراضية مع “أكاديمية الصين الوطنية للحوكمة”، المتمحورة حول موضوع “دور السلطات المحلية في مكافحة جائحة كوفيد-19″، أن الجزائر كانت قد نادت إلى وضع شراكة عالمية “شاملة” للتغلب على هذا الوباء.
وأشار إلى أن هذه المسألة تعد أحد أهم الرسائل التي ينطوي عليها هذا اللقاء الجزائري-الصيني، وكذا رسالة للاستمرار في العمل والبناء رغم الظروف الصعبة.
وأوضح منجي أنه على الرغم من تعذر تنفيذ مخطط الشراكة “الكثيف والنوعي” الذي كان مقررا بين الجانبين خلال هذه السنة، “تم تحقيق عدة نتائج هامة، منها استئناف أنشطة البحث المشترك التي شرع في إنجازها منذ نهاية السنة الماضية وقرب إتمامها بين الجانبين عن بعد، و هذا قبل نهاية العام الجاري”.
ويتعلق الأمر بدراسات تخص الاستفادة من التجربة الصينية في مجالات التنمية الاقتصادية الإقليمية ورفع قدرات البحث والتكوين الخاص بالموظفين والإطارات من منظور استراتيجي.
ونوه الأمين العام لوزارة الداخلية، بحجم ونوعية الشراكة القائمة بين الجزائر و الصين و التي وصفها بـ “الاستثنائية و غير مسبوقة” مقارنة بدول أخرى، حيث استفاد أكثر من 160 إطارا ساميا من التكوين على مستوى هذه الأكاديمية علاوة على 420 آخرين استفادوا من التكوين في الجزائر.
وأشار منجي إلى مشاريع الشراكة المستقبلية، كمشروع إنجاز “أكاديمية صينية-جزائرية للحوكمة: الحزام والطريق” الذي انطلق مساره التحضيري من خلال وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية والوكالة الصينية للتعاون الدولي والتنمية”.
وبخصوص الجائحة، ذكّر أن الجزائر كانت من الدول السباقة في تطبيق التدابير الاحترازية للوقاية من تفشي الفيروس التاجي، على غرار إغلاق الحدود وتعزيز أنظمة الوقاية الصحية واعتماد نظام متكيف للحجر الصحي ووضع بروتوكولات صحية تضمن استمرارية مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، مع منح صلاحيات واسعة ومرنة للولاة والسلطات المحلية بهذا الشأن.
وتعرف هذه الندوة مشاركة ولاة الجمهورية لكبريات المدن الجزائرية المتضررة من الجائح، حيث اختيرت ولاية البليدة كعينة، لتشابه وضعها نسبيا مع تجربة مقاطعة خبي الصينية التي كانت أول مقاطعة تمسها الجائحة.
وفي هذا الإطار، قدم والي البليدة، كمال نويصر، مداخلة استعرض فيها المقاربة الوطنية الشاملة التي تم انتهاجها لمواجهة وباء كوفيد-19 و التي نجحت بفضل “العمل المكثف والمتواصل لمختلف الهياكل القيادية” و”نوعية وحكمة القرارات المتخذة”.