في الأشهر الثمانية الأخيرة، عرف جزائريون، في زمن كورونا، أن «من زاد في حبه لنفسه زاد كره الناس له»، في الأسواق وفي كل مكان تجاور فيه الفقير والغني، وتفاخر الثاني على الأول، دون أن يدري هذا بوجود ذاك، في الجوار!
وتأكد كثيرون أن من «يسخر من الجروح (هو) كلُّ من لا يعرف الألم»، بما فيهم من نكروا وجود المرض والوباء والفيروس التاجي، ثم سقطوا في شراكه، ذات يوم، وذات حشرجة قوية في صدور متعبة بالتدخين والسكري والإجهاد، وآثار الحياة التي لم ترحم بعضهم، مثلما يقول شخص عادي متكئ إلى جدار مقهى شعبي..
بعض الجزائريين، أيضا، تعلموا في زمن الجائحة ما معناه «إذا كنت صريحاً فلتكن صراحتك إلى حد الاعتراف»، بإصابتك بـ»كورونا»، مثلا! وتجنيب المحيط المباشر عثرات الكشف الطبي، وسقطات كلفة ذلك، ومطبات اكتشاف «ميزانية إضافية» للتشخيص متى انتشر المرض في العائلة ووسط المقربين.
والبعض الآخر سار على درب «من أحبَّك في عسرِك ويُسرك دون أن ينتَظر منك معروفاً»، فتح بسلاسة من يساعد الآخر وقت الحاجة، دون تفكير وبشكل آلي، باب تضامن وطني منقطع النظير، من أيام المحنة الصحية الأولى، وحتى أيامنا هذه، وديدنهم في ذلك «قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به».. وتلك كانت بداية وعي جماعي حيال ضرورة تغليب كفة الوعي ونشر ثقافة صحية توارت خلف مساحات احتلتها الظلمة، في غفلة منا.. ونحن اليوم قبالة ظاهرة جديدة زفّها إلينا كوفيد-19، وقد يحدثنا عنها سوسيولوجيون لاحقا، وهي: «هناك من تنازل عن دوره في إصلاح الناس، وأصلح نفسه».
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.