قال الأستاذ والخبير الأمني، عبد القادر سوفي، إن شرط نجاح ملتقى الحوار الليبي مرهون بمدى إمكانية تجاوز النواب والممثلين للضغوطات التي يتعرضون لها من قبل أطراف خفية من أجل تعطيل مسار المصلحة الوطنية الليبية، مشيرا إلى أن أي تحرك في اتجاه السلام سيظل شكليا إذا لم تنضج العناصر الميدانية لجعله ممكنا وعلى رأس هذه العناصر نزع سلاح المليشيات لاسيما الأجنبية منها، فضلا على توقيف حملة تشويش على الاجتماعات التي يعقدها سواء المجلس الرئاسي أو مجلس النواب من أجل التوصل إلى صيغة نهائية من أجل تسوية الصراع تحت رعاية الأمم المتحدة.
– ما هي قراءتكم حول ملتقى الحوار السياسي الليبي؟
أعتقد أن الأزمة الليبية أصبحت معقدة بالنظر للضغوطات التي بات يتعرض لها المندوبين سواء من الداخل أومن الخارج وهوما يظهر جليا هذه الصراعات الى السطح التي تؤكد مرة أخرى أن الأمور خرجت عن سيطرة الليبيين بخصوص الشأن الليبي، وهذا بسبب أصحاب المصالح التي بدأت تظهر نواياها وخشيتهم من مخرجات الاجتماعات التي تنعقد سواء في ليبيا أوخارجها والتي تضر بمصالحهم وبتالي فإن كل هذه الاجتماعات والقرارات مرهونة بمدى إمكانية تجاوز النواب والممثلين لهذه الضغوطات وتحقيق المصلحة الوطنية الليبية، المشكل الآخر الذي يطرح بقوة حاليا في المشهد الليبي هو كثرة تواجد المليشيات، الأمر الذي جعل طرفي النزاع يتهمان بعضهما البعض باستعمال المليشيات لاسيما الأجنبية منها لضرب الطرف الثاني خلال هذا النزاع في تحقيق المصالح والتقدمات والسعي في نفس الوقت لتعطيل مسار الإصلاحات وترتيب الأمور داخل البيت الليبي، أكثر من هذا هناك مشكل آخر يكمن في توقف شركة البترول عن تدفق الأموال للبنك المركزي الليبي بعد الضغط التي تعرضت له لاسيما في الفترة الأخيرة، من قبل أطراف خفية وهو ما يثبت، تواجد حملة تشويش على كل هذه الاجتماعات التي يعقدها سواء المجلس الرئاسي أو مجلس النواب من أجل التوصل إلى صيغة نهائية من أجل تسوية الصراع تحت رعاية الأمم المتحدة.
أعتقد أن الأزمة الليبية أصبحت معقدة بالنظر للضغوطات التي بات يتعرض لها المندوبين سواء من الداخل أومن الخارج وهو ما يظهر جليا هذه الصراعات الى السطح التي تؤكد مرة أخرى أن الأمور خرجت عن سيطرة الليبيين بخصوص الشأن الليبي، وهذا بسبب أصحاب المصالح التي بدأت تظهر نواياها وخشيتهم من مخرجات الاجتماعات التي تنعقد سواء في ليبيا أو خارجها والتي تضر بمصالحهم.
– هل تعتقد أن مرافقة الأمم المتحدة لمسار الاجتماعات الليبية الأخيرة من شأنه أن يقرب وجهات النظر بين الفرقاء؟
الأمم المتحدة هي في حد ذاتها رهينة مجلس الأمن الذي يبقى مجلس سياسي بالدرجة الأولى يعمل على أساس توازن القوى داخل المجلس وحفظ المصالح وبتالي كل دولة ترى مصالحها مهددة من قبل الدول الكبرى، إلا وتقوم بتعطيل أية عملية في ليبيا وقد ظهر جليا صراع دول في الأزمة الليبية على غرار تعطيل تعيين مبعوث أممي خاص بالأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، خاصة إذ علمنا أن المبعوث ينتخب من قبل الأعضاء 15 بما فيهم الخمسة الدائمين، وهذا راجع لغياب التوافق الذي لم يقع بعد وهو ما يرشح استمرار الممثل الحالي للأمم المتحدة بالنيابة ستيفاني ويليامز على رأس هذه المهمة.
أعتقد أن الأمور أصبحت واضحة، منذ سنة 2011، في إطار الصراعات الجيوسياسية وقد تبين ذلك خلال قضية الصحراء الغربية بعد تعطيل المسار وتماطل قوى كبرى، خاصة فرنسا، التي تعمل بكل جهد على منع المبعوثين الأمميين من أداء مهامهم ودليل أن كل المبعوثين تقريبا استقالوا بداعي صحي على غرار المبعوث الأخير إلى ليبيا غسان سلامة.
– مهمة ممثلة الأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالنيابة توشك على النهاية، ما هي السيناريوهات المتوّقعة؟
أعتقد أن الأمور أصبحت واضحة، منذ سنة 2011 في إطار الصراعات الجيوسياسية، وقد تبين ذلك خلال قضية الصحراء الغربية، بعد تعطيل المسار وتماطل قوى كبرى خاصة فرنسا التي تعمل بكل جهد على منع المبعوثين الأمميين من أداء مهامهم ودليل أن كل المبعوثين تقريبا استقالوا بداعي صحي على غرار المبعوث الأخير إلى ليبيا غسان سلامة، وهو السبب الذي يختفي من ورائه أو المعلن عنه غالبا، من أجل تفادي فضيحة الصراعات والكواليس الموجودة بين القوى الكبرى، وبالتالي يمكن تمديد عهدة جديدة لستيفاني ويليامز في وقت أن إفريقيا تطالب أن المبعوث الأممي إلى ليبيا من المفروض أن يكون من إفريقيا، والجميع شاهد كيف حاولت القوى الكبرى جاهدا المنع والاعتراض على بعض الأسماء التي لها باع ودراية واسعة في الشأن الليبي على غرار وزير الخارجية الأسبق الجزائري، وهذا يدل أن الأمر تجاوز الليبيين وتجاوز الصراعات الجهوية أو الطائفية في ليبيا إلى صراعات إقليمية وجيوإستراتيجية واضحة المعالم، في ظل عالم يتواجد في مرحلة انتقالية، منذ سنة 1990، لم يعرف بعد الاستقرار التام في كيفية التحول إلى الأحادية أو متعددة الأطراف وكل الفواعل التي كانت لها امتيازات عبر العالم تحاول أنها تسترجع مكانتها وتحسن مواقعها ومصالحها في نفس الوقت في العالم، وهو ما يرجعنا للحديث عن «سايكس بيكو» جديد مصنوع هذه المرة بصراعات بالوكالة بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال توظيف الصراعات الداخلية والعرقية والعمل على تنشيط عمل الجماعات الإرهابية، من خلال الدمج ما بين العمل الإرهابي بالجريمة المنظمة وتجارة المخذرات، وهذا ما نراه حاليا في الصراع في ليبيا وكذا منطقة الساحل الإفريقي وحتى في الصحراء الغربية التي تمثل منطقة جيواستراتيجيه حيوية ومهمة جدا والتي أضحت هي الأخرى منطقة نزاع تحاول من خلالها قوى تقليدية ولوبيات السيطرة عليها ضربا للشرعية الدولية.
في الحقيقة التنبؤ بمسار تسوية الأزمة الليبية صعب في الوقت الراهن والدليل أن كل التنبؤات التي أجريت في المراكز الإستراتيجية الكبرى، حاولت أن تفهم طبيعة العلاقات الدولية، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا على غرار تحديد صورة نهاية الحرب الباردة
– ما هي الحلول المقترحة في تسوية الأزمة الليبية ؟
في الحقيقة التنبؤ بمسار تسوية الأزمة الليبية صعب في الوقت الراهن والدليل أن كل التنبؤات التي أجريت في المراكز الإستراتيجية الكبرى، حاولت أن تفهم طبيعة العلاقات الدولية إلا أنها فشلت فشلا ذريعا على غرار تحديد صورة نهاية الحرب الباردة، وكذا في توصيف طبيعة العلاقات والمشاكل ما بعد الوضعية..كما أنها فشلت في تجاوز مفاهيم طرحت فيما يخص قوى كبرى قادرة على أنها تغزو الفضاء وأنها تنقد العالم في وقت جائحة كورونا أتى على الأخضر واليابس في هذه الدول الكبرى وبالتالي عند الحديث عن مآلات الماساة التي يعيشها الشعب الليبي أتصور أن سيناريوهين أو احتمالين إن صح التعبير سيكونان الأقرب لمسار التسوية، الاقتراح الأول يكمن في أن القوى الكبرى تصل إلى اتفاق حول تحديد طبيعة النفوذ والمصالح في ليبيا، أما من خلال الاتفاق السياسي بالمساومة في مناطق أخرى أومن خلال فرض الذات في هذه المنطقة أما بخصوص السيناريو الثاني الذي يصعب تجسيده، هو أن نرى تكاثف إفريقي لاسيما من قبل الدول الفاعلة، وأخص بالذكر القوى الحيادية على غرار الجزائر وجنوب إفريقيا بحكم أن هذه الأخيرة أصبحت تترأس مجلس الأمن على أنها قادرة على فرض بعض المنطق الذي يسرّع من إيجاد حلول في ليبيا رغم تعنّت القوى الكبرى.