بقلم: د.محمد مرواني _ أستاذ جامعي
يشكل الامن القومي للدولة الجزائرية الاولوية الهامة والغاية المثلى في الوقت الراهن وهذا لاعتبارات عديدة اهمها التحديات الخطيرة التي تحيط بالمنطقة المغاربية بعد الهرولة المخزية نحو التطبيع التي تورطت فيها انظمة عربية باعت القضية الفلسطينية وأصبحت اداة في يد مخطط اجنبي صهيوني يراد منه استهداف ” الجزائر ” ومواقفها الثابتة ازاء القضية الفلسطينية وملف الصحراء الغربية وقد ابانت التحركات الاخيرة بمنطقة ” الكركرات ” والتشويش على اللوائح الاممية التي تسعى إلى ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عن مخطط عدائي واضح يستهدف الاستقرار اذ تبقى الجزائر صمام الامان بالمنطقة .
ان هذا المخطط الذي تتورط فيه دول اجنبية معروفة بعدائها للجزائر وبسعيها المستمر في استهداف استقرار الدولة التي تبني مسارا جديدا توافقيا اكده مجددا رئيس الجمهورية ” عبد المجيد تبون ” في كلمته التي القاها للأمة يشكل هذا المخطط الخبيث تحديا خطيرا على الوطن ويقتضي اكثر من اي وقت مضى تجميع مختلف القناعات الوطنية مهما تعددت منابعها ومشاربها السياسة على خط جامع للمواقف ازاء هذه المخططات الخبيثة اذ يجب بناء جبهة داخلية تضم مختلف القوى والفواعل المجتمعية والسياسية والنخبوية التي تلتقي على حماية الامن القومي للدولة الجزائرية والذي يرتكز في احد جوانبه على “الوحدة الوطنية” والانسجام الكامل بين مؤسسات الدولة الدستورية والسياسية واستقرار مؤسساتي وفعالية في الاداء ومناعة داخلية ازاء الوافد من تحديات على الصعيد الاقليمي والدولي .
اعتقد ان هذه المرتكزات الهامة للأمن القومي للدولة الجزائرية يجب ان تتعزز اكثر خاصة في ظل الظرف الراهن وما تمليه من تحديات فثقة الشعب في الجيش الوطني الشعبي وقدراته النوعية على رد اي مخططات عدوانية تستهدف امن البلاد ثقة كاملة وتؤكدها كفاءة المؤسسة العسكرية في مختلف المجالات وسلطة تقديرها الدقيقة ومقاربتها الاستشرافية لما يجري من تحولات داخل المنطقة المغاربية كما ان اداء الخارجية دون مجاملة لأداء يشكل احد المسارات الاكثر تأثيرا وتاطير للجهد الوطني البناء الذي يراد منه مواجهة المخططات العدائية التي تستهدف البلاد عبر الهرولة نحو التطبيع وصفقة مخزية لنظام المخزن مع الكيان الصهيوني .
انني ادعو إلى تعزيز الجبهة الداخلية لتكون المرتكز الاساسي في امننا القومي والبنيان الاساسي للتصدي والمواجهة فما يحاك ضد الجزائر اليوم لا يمكن ان يتوقف عند تطبيع مع الكيان الصهيوني بل يتعداه لفرض سياسات اخرى على المنطقة خارج ارادة الشعوب وهذا ما ترفضه الجزائر جملة وتفصيلا .