وصف المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، الاعتراف بـ”السيادة” المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، بأنه قرار أحمق وغير مدروس، ويتعارض مع التزامات الولايات المتحدة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
وقال الدبلوماسي الأمريكي، في منشور عبر صفحته على موقع التواصل “فايسبوك” إن “هذا القرار الأحمق وغير المدروس، يتعارض مع التزام الولايات المتحدة بمبادئ عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير، وكلاهما منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”، محذرا من أنه “يضمن استمرار التوتر وعدم الاستقرار والتفكك في شمال إفريقيا”.
وأضاف المسؤول الأممي السابق قائلا: “صحيح أننا تجاهلنا هذه المبادئ عندما تعلق الأمر بإسرائيل وآخرين، لكن هذا ليس عذرا لتجاهلها في الصحراء الغربية، وتحميل أنفسنا تكاليف كبيرة على صعيد الاستقرار والأمن الإقليميين، وفي علاقاتنا مع الجزائر”.
وأوضح في هذا الخصوص, أن القرار “يهدد العلاقات الأمريكية مع الجزائر، التي تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مستقبله من خلال الاستفتاء، ويقوض نمو علاقاتنا القائمة في مجالات الطاقة والتجارة والأمن والتعاون العسكري”.
وقال روس، إن “الحجة التي قدمها البعض في واشنطن على مدى عقود من الزمان بأن وجود دولة مستقلة في الصحراء الغربية ستكون دولة مصغرة أخرى فاشلة، تعتبر حجة خاطئة”، مؤكدا أن الصحراء الغربية “أفضل بكثير من العديد من الدول الصغيرة
التي دعمت الولايات المتحدة تأسيسها”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن “الصحراء الغربية كبيرة مثل بريطانيا العظمى ولديها موارد وفيرة من الفوسفات ومصايد الأسماك والمعادن النفيسة والسياحة القائمة على ركوب الأمواج والرحلات الصحراوية”.
وأوضح أن “جبهة البوليساريو لتحرير الصحراء الغربية، قد أظهرت من خلال تشكيل حكومة في المنفى في مخيمات اللاجئين الصحراويين، في جنوب غرب الجزائر، أنها قادرة على إدارة حكومة بطريقة منظمة”.
وحذر المبعوث الأممي السابق, من أن قرار الرئيس ترامب الاعتراف بـ”السيادة” المغربية المزعومة على الصحراء الغربية من شأنه أن “يضعف أي حافز لجبهة البوليساريو للبقاء في هذه العملية (السياسية)”.