صدر عن المركز الجامعي بعين تموشنت العدد الثامن من مجلة «روافد» العلمية الدولية، متضمّنا خمسا وعشرين مقالا أكاديميا محكما في شتى المواضيع والتخصصات ذات العلاقة بالعلوم الاجتماعية والإنسانية.
وتمكّنت المجلة من المحافظة على وتيرة صدورها، بمعدّل مرتين في السنة، فيما أعرب القائمون على «روافد» عن أملهم في أن يتضمنّها التصنيف السنوي للوزارة الوصية.
صدر هذا الشهر العدد التسلسلي الثامن (العدد الثاني من المجلّد الرابع) من «مجلة روافد للدراسات والأبحاث العلمية في العلوم الاجتماعية والإنسانية»، وهي مجلة علمية دولية محكمة نصف سنوية تصدر عن المركز الجامعي بلحاج بوشعيب – عين تموشنت – وتضم هيئتها العلمية الاستشارية أكاديميين من داخل الجزائر وخارجها. ووضعت هيئة تحرير «روافد»، التي يرأسها الدكتور موفق كروم، رابط تحميل هذا العدد المجلّة كاملا على صفحة المجلّة للتواصل الاجتماعي.
ضمتّ المجلة خمسا وعشرين مقالا أكاديميا محكّما، جلّها بالعربية ما عدا مقالا واحدا باللغة الفرنسية، موزعة على ما يقارب الستمائة صفحة.
وفي الافتتاحية، قال رئيس التحرير إن هذا العدد يأتي وسط ترقب صدور التصنيف السنوي الذي تنشره وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على أمل أن تدرج «روافد» ضمن هذا التصنيف الوزاري، ما من شأنه أن يشجع فريق المجلة أكثر على «تحقيق شروط الإدراج في تصنيف الهيئات العلمية والتصنيفات العالمية». وأكدت الافتتاحية على حرص هيئة التحرير على أن تكون المجلة «منبرا رائدا لنشر المعرفة على المستوى المحلي والإقليمي»، ولكن ذلك يتطلب تفاعل الفاعلين في شتى حقول المعرفة «سواءً من خلال تقديم أوراقهم البحثية أوإبداء ملاحظاتهم» لتطوير المجلة والارتقاء بها.
تنوّع علمي ثري
استهلّت المجلة متنها بمقال سرير أحمد بن موسى تحت عنوان «نصر حامد أبو زيد وهرمينوطيقا النص الديني»، الذي عاد فيه إلى بعض أفكار المفكر المصري الراحل، واعتبر فيه أن التعامل مع النص القرآني هرمينوطيقيا وسيميونيطيقيا، باعتباره نصا محكوما بقوانين تركيبية ودلالية للثقافة التي ينتمي إليها، يعني قراءته بآليات العقل التاريخي الإنساني لا العقل الغيبي، وهو ما وصفه كاتب المقال بـ «القراءة الحية مقابل القراءة الميتة الباحثة عن الحقائق النهائية والمعارف الجاهزة».
ولعلّ العودة إلى مضمون كلّ مقال على حدى قد تتعذّر علينا، نظرا إلى عددها الكبير، ولكن، تعميما للفائدة، سنشير إلى عناوين هذه المقالات، التي نجد من ضمنها «عزلة الروح وسلوك الأخلاق في زمن الحجر الصحي» للحسین الوكیلي، و»الآلیات الحجاجیة لحفظ النسیج الاجتماعي الجزائري من الخطاب الافتراضي الموجه – مقاربات لسانیة تداولیة في لغة الفضاء الافتراضي-»، لمحمد نجیب مرني صندید، و»المد العولمي أمام التقالید الدینیة» لنصیرة بلبول، و»فاعلیة برنامج قائم على استخدام بعض استراتیجیات التعلـم النشــط في تدریس التربیة الاجتماعیة لتنمیة مهارات التفكیر التأملي والاتجاه نحو المادة لدى طلاب المرحلة الأساسیة العلیا» لخلیل أبو جراد، و»تأثیر شبكات التواصل الاجتماعي على اتجاهات وقیم طلبة الجامعات: دراسة میدانیة على عینة من طلبة جامعة الملك فیصل بالسعودیة» لمحمود عبد الحمید هلال، و»فاعلیة برنامج إرشادي في تنمیة الدافعیة للتعلم لدى تلامیذ السنة الخامسة ابتدائي» لعبد الله عینو وأمال كبار، و»مدى تحكم أساتذة العلوم الاجتماعیة في استعمال تكنولوجیا التعلیم بالجامعة الجزائریة» لبوفلجة غیات، و»درجة ممارسة أساتذة المرحلة الابتدائية لاستراتیجیات التعلم النشط وفق مقاربة التدریس بالكفاءات» لوسيلة زروالي، ومقال «إمكانیة تفضیل الطفل لجماعة الرفاق (رؤیة تحلیلیة استنادا على نظریة روتر)» لكوثر براهيمي.
كما نذكر مقالات «التعددیة الثقافیة في ظل التعایش السلمي في مصر إبان العصرین: الإغريقي والروماني» لحسن محمد أحمد محمد، و»الوظیفة السردیة في «12 قصة مهاجرة» لماركیز» للجیلالي الغَرَّابي، و»ممیزات الحیاة الفنیة والثقافیة في أریاف وقرى الغرب الجزائري» لمحمد بوزیدي، و»مشاكل الأحباس وطرق حلها بالمغرب الأقصى: نماذج من القرنین 18 و19م من خلال الوثائق الحبسیة لنظارة أوقاف فاس» للحسین ریوش، و»العلاقات التونسیة الفرنسیة ما بین 1577م و1685م (التمیّز والتنوع)» لدرویش الشافعي، و»العنف في مصر وبلاد الرافدین خلال عصور ما قبل التاریخ والعصور المبكرة» زينب عبد التواب، و»الصدق التنبؤي لمقیاس العدالة التنظیمیة خاص بفئة الممرضین – إعادة تقدیر الموثوقیة والصلاحیة-» لمحمد سعیدات وبوبكر ساخي، و»العوامل الفیزیقیة والسوسیو-مهنية للصراع التنظیمي في المؤسسة الصناعیة الجزائریة» لمولاي رشید بوشنتوف ورضا نعیجة، و»آثار جائحة كورونا على أساتذة وإداریي التكوین المهني (دراسة میدانیة)» لموسى أمیطوش وسامیة سكاي، و»البیئة في الإسلام» لهواري حمادي، و»دور المجتمع المدني في الحوكمة البیئیة: التشبیك والهندسة المؤسساتیة أنموذجا» لمسعود البلي ولزهر وناسي، و»التمكین السیاسي للمرأة في الجزائر» لساسي سفیان، و»علاقة قانون الانتخابات والأحزاب بالعنف السیاسي في الجزائر» لتوفیق تناح ومختار بریاح، و»منهجية البحث الفقهي المعاصر – أحكام الملكیة الجزئیة أنموذجا-» لمحمد مهدي لخضر بن ناصر، وأخيرا « Le trouble stress post-traumatique dans la nosographie psychiatrique : cas du DSM et de la CIM» للباحثة لمياء بن مسيلي.
والملاحظ في هذه المقالات، أنها تمسّ مواضيع مختلفة تحت مظلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومن دول مختلفة، بعضها نظري وبعضها الآخر دراسات ميدانية، وهوما يضفي ثراءً أكثر على متن المجلة وقيمتها العلمية.
إصرار ومثابرة
لعلّ الفرحة بإصدار العدد الجديد، تضاف إليها بهجة ترقية منتسبين إلى هيئة تحرير المجلة إلى مصافّ الأستاذية، وقد نشرت المجلة على صفحتها تبريكات خصّت بها ساسي سفيان، الهادي بوشمة، بن تامي رضا، بوطمين ليلى، بخوش وليد، قبوب لخضر سليم، بمناسبة ترقيتهم العلمية إلى أساتذة التعليم العالي.
ونلاحظ في الأخير أنه، قبل صدور هذا العدد الثامن، كانت «روافد» قد صدرت في عددها السابع مطلع جوان الماضي، فيما صدر عددها السادس شهر ديسمبر من السنة الماضية، ما يعني أن صدور المجلة منتظم ويحترم الآجال والمواعيد المحددة.
للإشارة، فقد حصلت مجلة «روافد»، التي تأسست سنة 2017، على معامل تأثير قدره 0.1220 وبـ 82 مقالا فقط، ما اعتبره القائمون عليها معامل تأثير جيدا، كما تم قبول «روافد» الصادرة بالمركز الجامعي عين تموشنت للدخول إلى قائمة المجلات المرشحة لتصنيف كلاريفيت clarivate طومسون سابقا في نسخته العربية، وذلك شهر أكتوبر الماضي.