كشف المبعوث الشخصي السابق للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، أن أسباب استقالة هورست كوهلر لم تكن لأسباب صحية – كما رُوّج له – ولكن بسبب الضغوط والعراقيل، التي صادفته بسبب التعنّت المغربي، مما دفعه إلى رمي المنشفة. وأضاف روس، أنه هو الآخر، تعرّض لنفس التحرّشات المغربية خلال ترؤّسه لبعثة «مينورسو» بين 2009 و2017.
تصريحات روس عرّت من يدعمون المغرب ويغطون عليه، وتؤكّد، بما لا يدع مجالا للشك، أنّ الرباط وحدها من تُعطّل الحل، وهي من تعرّض المنطقة إلى خطر المواجهة، وهجوم الكركرات على المتظاهرين الصحراويين السلميين يؤكّد ذلك.
وعن بقاء منصب المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي شاغرا وعدم استخلاف كوهلر، رغم مرور 18 شهرا على استقالته، اتهم الدبلوماسي الأمريكي المخضرم المغرب بالوقوف وراء ذلك، متهّما إياه برفض وعرقلة أيّ مبعوث أممي يشتمّ فيه النزاهة والحرص على تطبيق الشرعية الدولية.
كاتب الدولة الأمريكية، انتقد في ذات الصدد تغريدة ترامب، التي أعلن فيها سيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية، واصفا تصرّفه بالأحمق الذي لا يخدم الاستقرار في المنطقة، ووجّه نداء إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بتصحيح هذه الحماقة بمجرّد استلام بايدن لمفاتيح البيت الأبيض، شهر جانفي الداخل، إثر انتخابه وتأكيد فوزه من طرف مجمّع كبار الناخبين الأمريكيين.
إن المحاذير والتصريحات الخطيرة، التي أدلى بها كريستوفر روس، بخصوص ما يقوم به المغرب من أعمال سلبية، بهدف إجهاض جهود الأمم المتحدة في إيجاد تسوية عادلة للنزاع في الصحراء الغربية، عبر تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، يستدعي موقفا حازما من المجتمع الدولي تجاه هذه التصرفات غير المسؤولة، التي تنذر بإشعال حرب لا تبقي ولا تذر في منطقتنا المغاربية قد تصل شظاياها إلى أبعد من ذلك، خاصة بعد الهجوم المغربي الأخير على منطقة الكركرات والذي جمع بين جريمتين، الأولى اعتداء على حقوق الإنسان باستهداف متظاهرين سلميين والثانية هو اعتداء على اتفاق دولي رعته الأمم المتحدة تم بموجبه اعتبار الكركرات منطقة عازلة لا يحق لأيّ طرف المساس بوضعها، بينما المغرب يعمل على تغيير الوضع بالقوة ويعرّض السلام للخطر؟!
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.