جائحة كورونا التي غيّرت العالم بشكل جذري وكانت نقمة على كثيرين، كانت بالمقابل نقطة انطلاق البعض نحو الشهرة والمال، ولعل أبرز مثال على ذلك شركة «زوم» التي تحوّلت في أقل من سنة إلى واحدة من عمالقة التكنولوجيا في العالم تنافس «غوغل» و»أمازون» و»أبل».
كانت زوم قبل سنة مجّرد شركة تكنولوجيا حديثة، لتتحول مع «كوفيد 19» إلى تطبيق شعبي يعتمد عليه الجميع في اتصالهم واجتماعاتهم.
ولأن الجزائر غير معزولة عن العالم، فقد دفعتها الجائحة إلى «تسريع» الانتقال على التكنولوجيات الحديثة، فمع الدخول الجامعي الجديد، اعتمد نظام التعليم عن بعد «ممزوجا» بالتعليم التقليدي.
ولأن كثيرا من الطلبة وحتى الأساتذة يفتقرون إلى أبسط أبجديات ثقافة الانترنيت وبعضهم لا يستطيع كتابة جملة واحدة ويكتفي بالمراسلات الصوتية، وكثير منهم لا يعرف فتح بريد الكتروني، فقد بادرت بعض الجامعات إلى تخصيص مادة إضافية يدرّسها مهندسون متخصصون بتعليم تقنيات التواصل عبر تكنولوجيا التعليم عن بُعد.
ولأن نسبة الضعف كبيرة في الميدان، يضاف لها مشكلة ضعف تدفق الانترنيت وغياب الوسائل لدى كثير من الطلبة، فإن تقنيات «التعليم عن بُعد» تأخذ وقتا طويلا لإتقانها، حتى لا يصبح الأمر مجرد شعار.
لكن الوقت يبدو ضيقا، فكثير من المؤشرات العالمية تؤكد بداية الانفراج وتراجع خطر الجائحة ومعها تتراجع كثير من الظواهر ومنها ظاهرة تطبيق «زوم» الذي تقول مؤشرات إن تأثيره سيتراجع كثيرا.
ولأن الانتقال الرقمي عندنا يبدو مرتبطا بالجائحة، فإن مسألة التعليم عن بُعد ستصبح بعد أشهر من الآن غير ذات جدوى، إلا إذا تقرّر لاحقا أن يكون الانتقال دائما، ومعه يفترض أن تتغيّر الكثير من المعطيات والأفكار القديمة ولعل أبرز مشكلة في هذا الشأن تتمثل في بطء تدفق الانترنيت التي ما تزال تسير بسرعة السلحفاة، وما تزال تحت رحمة أي «قرش» مجنون قد تلتهم «الكابل» الذي يصلنا بالعالم مثلما قيل أن الأمر حدث قبل سنوات.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.