ظهر اهتمام عامّة الجزائريين بالسّودان، وخاصّة أنصار كرة القدم وجميعهم يتحمس لتشجيع الفريق الوطني في كل مبارياته للتنافس على اللقب القاري أو الدّولي داخل الجزائر أو خارجها، وهذه المرّة تقرر أن تكون المباراة بين الفريقين المصري والجزائريّ في أم درمان القريبة من عاصمة السّودان.
سبق وارفق هذه المباراة حملات إعلاميّة بين أنصار الفريقين الجزائريّ والمصريّ لم تخل من تجاوزات مسيئة للجزائر من إعلاميين وسياسيين من وادي النّيل، وقد تكلّلت المباراة بالنّصر المبين للفريق الجزائريّ، رافقه احتفال جماهيري في مختلف أنحاء القطر، وكذلك تنويه بالتّشجيع الذي أنسى لبعض الوقت ما قامت به فصائل إيديولوجيّة من مساندة للإرهاب خلال التّسعينيات من القرن الماضي.
لاستشراف مآل التّحوّلات الرّاهنة في السّودان من المفيد الرّجوع إلى تجربته التّاريخيّة الحديثة، فهو من البلدان القليلة في المنطقة العربيّة الإفريقيّة التي تعرضت لاحتلال مزدوج مصري بريطاني، حيث استعان محمّد علي حاكم مصر في عهد الخلافة العثمانيّة ببريطانيا لاحتلال السّودان سنة 1885م، وأرسل جيشا من المصريين يقوده العقيد البريطاني (هايكس/Hicks)، وقد واجه هذا الجيش مقاومة شديدة من حركة محمّد عبد الله، الذي أعلن نفسه المهدي الذي يعني في المذهب الشّعبي المنقذ أو الإمام المنتظر، ومن المعروف أن الأغلبية في السّودان على مذهب أهل السّنة، و فيها مشتلة الطرق الصوفية.
طلب محمّد علي مرّة أخرى تدخّل الجيش البريطاني لإنقاذ فلول الجيش المصري المحاصر في الخرطوم، اكتفت بريطانيا هذه المرة أيضا بإرسال الجنرال (غوردن/Gordon)، الذي فشل أيضا في إخماد ثورة المهدي، الذي سيطر في النّهايّة على كل السّودان لبضعة عقود.
أنهت قوّة مصريّة بريطانيّة حركة المهدي سنة 1898م في بركة من الدّماء، حيث قُتل 11000 سوداني، وتم الإجهاز على 16000 من الجرحى من أبتاع عبد الله الذي خلف المهدي وطوى النّسيان هذه المجزرة البشرية في مقابل 48 قتيل من الجيش المصري والبريطاني، ولا ندري ما هي آثارها في الذاكرة الجمعية للسودانيين.
وبهدف التّذكير فقط، فإن حاكم مصر حاول إقناع فرنسا بالمشاركة في احتلال الجزائر في بداية عدوانها على بلادنا سنة 1830، وبالطّبع تقاسم الغنيمة معها، ولكن الذّئب الكولونيالي كان عازما على التفرد بالغنيمة وفي الحالتين السّودان والجزائر، فإن الدّفاع عن الوطن مهمة يتولاها أساسا شعبه قد يساعدها التّضامن من طرف العرب والمسلمين وأنصار الحريّة، وقد تتغلب الأهداف الميكيافيلية والمصالح الأنانية، وهو ما حدث لبعض القضايا العادلة مثل فلسطين والصّحراء الغربية، ولا ينسينا هذا الخطأ الفادح ان مصر بعد ثورتها وقفت الى جانب ثورة نوفمبر بقوة، وكانت أول مقر لحكومتها المؤقتة ودفعت ثمنها باهظا اثناء العدوان الثلاثي على شعبها سنة 1956، وأيا كانت الانتقادات لنظام حكم جمال عبد الناصر، فقد كان من أقطاب حركة التحرير في العالم الثالث ودفع الثمن غاليا في حرب خاطفة مهدت للانبطاح و الخضوع الطوعي، وهو ما حدث للجزائر ما بعد بومدين سنتي 1988 و1991 حيث كادت كل مكاسب الثورة أن تذهب هدرا وتدخل الجزائر بيت الطاعة، وطريقهما بين واشنطن و باريس.
السّودان بعد الاستقلال
حصل السّودان على الاستقلال سنة 1956م بعد احتلال مزدوج مصري بريطاني منذ 1899م، غير أن نصف القرن الثّاني من القرن العشرين كان سلسلة من الصّراعات والانقلابات العسكريّة، من بينها المواجهة بين العسكرين الماركسين وغير الماركسين والنّقابات العمالية، تمكن فيها الجناح الأول من القيام بتصفية دموية لخصومه من بينهم الأمين العام للحزب الشّيوعي والمثقف المعروف في المنطقة عبد الخالق محجوب والكثير من القادة النّقابيين، ونشير هذا إلى أن محجوب الأمين العامّ للحزب الشّيوعي الأقدم في المنطقة المشرقية، هو أحد أهم المنظرين الماركسيين مع اللبناني حسن مرّوه المنتمي للطائفة الشّيعيّة.
قاد الانقلاب الدّموي العقيد جعفر النّميري الذي أعلن سنة 1983م تطبيق الشّريعة الإسلاميّة في عموم السّودان، أي شملت أيضا جنوبه الذي يقال في الإعلام أنه مسيحي والحقيقة أن فيه أغلبية من (الأناميين/Animistes) وليسوا من أتباع أي ديانة سماوية كما أثبتته الدّراسات الأنتروبولوجيا للعلماء البريطانيين، وخاصّة في أكبر قبائل جنوب السّودان البوشمان، وأما النّسبة القليلة من معتنقي الدّيانة المسيحية فهي تتمثل في النّخبة التي حضرها الاحتلال البريطاني لاستخدامها عند الحاجة، وهو ما نراه اليوم بين الهند وباكستان في كشمير، إذ كان من المفروض أن يجري فيها استفتاء لتقرير المصير، وكل توتر بين البلدين يثير مخاوف اندلاع حرب بين قوتين تمتلكان السّلاح النّووي، وهو ما حدث في اليمن بين جنوبه وشماله بعد حرب مدمرة ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا المدنيين، وما يعانيه الكاميرون بين قسمه النّاطق بالإنكليزية وقسمه الآخر النّاطق بالفرنسية، وهو ما تتفرج عليه القوتان الكولونياليتان السّابقتان في الظاهر بلا اهتمام فالضحايا ليسوا من مواطني البلدين.
بعد سلسلة من الاضطرابات، شلت الحياة الاقتصاديّة التي كانت على وشك الإفلاس تسلّم جنرال آخر مقاليد الحكم هو سوار الذهب، الذي عين حكومة مدنية ثمّ تخلى عن السّلطة طوعا، حسب الإعلام المنشور داخل السّودان وخارجها، ولكن التّدهور الاقتصادي وتفاقم الحرب الأهلية أدى على انقلاب عسكري آخر بقيادة الجنرال عمر البشير سنة 1989م الذي استمرت فترة حكمه حتى 2019 بعد حراك شعبي وصل إلى عودة العسكريين إلى السّلطة ومواقعها السّيادية في مرحلة انتقالية يقودها خبير اقتصادي وترقبها مجموعات سياسية ونقابية باسم قوي التغيير، ويتساءل المراقبون عن محطتها الأخيرة؟
أدى تعاقب الانقلابات وتراكم الأزمات الاقتصادية، إلى تزايد المديونية والتّضخم والرّكود stagflation وتزايد سطوة الجانجويد وهي ميليشيا مسلحة شبه عسكريّة تستعمل في المناطقة المضطربة مثل دار فور في غرب السّودان وفي بيجالنّد في شرقه، ولقمع حركات الاحتجاج،الحصيلة الحالية لهذا البلد العربي الإفريقي تتمثل على الخصوص فيما يلي:
1 ـ انفصال جنوبه بعد حرب أهلية دامت 17 سنة، وخلّفت مئات الآلاف من الضحايا، وذلك بعد استفتاء سنة 2011.
2 ـ خسارة البلد لمرتبته باعتباره البلد الإفريقي الأكبر مساحة بـ 2.505.813 كلم مربع، التي اقتطع منها الجنوب الذي مساحته 619.745 كلم مربع وبقي للشمال مساحة 1.8860، وبذلك فإن الجزائر هي البلد الأكبر مساحة في إفريقيا، وهو ما يفرض عليها فطنة وتعبئة دائمة للدفاع وضمان الأمن داخلها وعلى حدودها.
3 ـ خسر السّودان بعد استقلال جنوبه ثلثي دخله من البترول الذي توجد مصادره في الجنوب، ولكن الأنابيب والمصافي موجودة في الشّمال، وهو ما ضاعف من وطأة المديونية وتزايد البطالة والفقر والهجرة إلى بلدان الخليج والجوار الجغرافي للسودان.
4 – وضع السّودان على قائمة الدّول التي تأوي وتساعد الإرهاب ووضع الرّئيس السّابق عمر البشير على قائمة المطلوبين لمحكمه العدل الدّولية (CPI)، على الرّغم من تمكنه من التّنقل إلى بعض البلدان الأفريقيّة والعربيّة، بعد ارتفاع أصوات تندّد بتركيز المحكمة الدّولية على بعض الدّول الأفريقيّة دون غيرها من البلدان التي ترتكب قياداتها تجاوزات فيما يتعلق بحقوق الإنسان والخروقات النّاجمة عن الحروب الأهلية.
السّودان الغني الفقير
يقول المختصّون في شؤون الفلاحة، إن السّودان هو سلّة إفريقيا الغذائيّة حيث يتمتّع بمساحة تقدّر بـ 840000 كلم مربع صالحة للفلاحة، ويعبرها النيل الأبيض والأزرق وهي قابلة للزراعة وتربية الثروة الحيوانية وتتصدر البلدان العربيّة في إنتاج القطن والسّكر، وهي أيضا أكبر منتج للصمغ العربي المستعمل في المستحضرات الصّيدلانيّة.
إنّ هذه الإمكانيات الفلاحية الكبيرة بقيت في أغلبها في حالتها الخامّ، على الرّغم من الاستثمارات الخليجيّة وبعض رجال المال والأعمال ومنهم كما أعلن في الإعلام الجزائري السّيّد ربراب ولا يعرف النّاس الكثير عن مردودها.
على الرّغم من الإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها السّودان فقد أطبقت عليه الحلقة المفرغة المتمثلة في عدم الاستقرار السّياسي والتّدهور الاقتصادي والحروب الأهلية، وارتفاع نسبة التضخّم بـ 40 % وغلاء المعيشة وموجات الاحتجاج العارمة التي واجهتها السّلطة بالاعتقال والقمع للقيادات الحزبية والعمالية وغلق صحف المعارضة.
أسفر هذا الغليان المتواصل منذ تسعينيات القرن الماضي عن حراك احتجاجي ابتداء من ديسمبر 2018 إلى غاية أفريل 2019، توقف بعد عزل الرّئيس البشير ووضعه في الإقامة الجبرية في انتظار محاكمته وربما تسليمه لمحكمة العدل الدّولية، والتهمة الموجهة إليه هي قيامه بالانقلاب سنة 1989، أي محاكمته بأثر رجعيّ أي بعد ثلاثة عقود من الحدث الانقلابي، ليس في النّيّة المقارنة بين الحراكين وغيرهما في المنطقة العربية بسبب اختلاف التّجربة التّاريخيّة في البلدين، ولأنّ الحراك الجزائريّ كان شعبيّاً محضاً لم تؤطّره الأحزاب السّياسيّة، ولم تؤثر على مساره طيلة سنة كاملة قوى جهويّة أو دوليّة، بينما كان الحراك السّوداني محلّ تجاذبات من قوى من داخل المنطقة ومن طرف القوى الكبرى التي مارست تأثيراً مباشراً عن طريق ضغوط سياسيّة واقتصادية هدفها إعادة السّودان إلى قبضة الدّول المهيمنة على منطقة الشّرق الأوسط ووكلائها، وإهداء البلد المنهك بأزماته إلى صفقة القرن في القريب العاجل بعد اللقاء المتخفي في أوغندا.
يتّضح من خلال اللمحة الموجزة عن المراحل التي عرفتها قارتنا منذ نهاية القرن الماضي أنّ حركة التّحرّر الوطني قد أجهضت، ولم يبق منها سوى ذكريات باهتة، فقد تمكّنت القوى الكولونياليّة المتربّصة بقياداتها والمتعطّشة لاستنزاف مواردها من استعادة سطوتها وتوريط بعضها في صراعات إثنيّة وانقلابات عسكريّة بلا قضيّة تبرّرها ولا مشروع سياسيّ للنّهضة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة، وبقي الكثير منها يعاني من الفقر والأميّة والأمراض المزمنة.
لا ترجع هذه الوضعيّة المزريّة لعيوب جينيّة وتخلّف وراثي كما يزعم منظرو الكولونياليّة منذ الامبراطوريات الهيلنيّة والرّومانيّة في السّابق والامبراطوريات الأوروبيّة والأمريكيّة حتّى اليوم، حيث ينادي الإنجيليون (évangélistes) في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالتفوّق العنصريّ للبيض على السّود والملوّنين يعني بقيّة العالم من غير (البيض الأنغلوسكسون / white suprimacy )، عند تساوي الحظوظ يظهر أنّ التفوّق في العلوم والفنون والآداب والتّكنولوجيا المتقدّمة وفنون الرّياضة لا علاقة له بلون البشرة أو العرق.
ومن المفارقة أنّ أغلب الفرق الرّياضيّة في الغرب الأوروبي الأمريكي يتفوّق فيها السّود ويتحصّلون على أعلى المراتب والبطولات القاريّة والدّوليّة، ولكن هذه المشاهد تذكّرنا بحلبات الصّراع في روما القديمة حيث يتواجه فيها أسود (أيّ عبد) مع وحوش مفترسة، أو مع أسود آخر حتّى الموت، تحت تصفيقات القيصر وحاشيته من النّبلاء.
خلاصة ثانية
للأوضاع الرّاهنة في القارة بلا شكّ أسباب داخليّة، من أهمّها ضعف أو انعدام المؤسّسات الدّيمقراطيّة وعدم الاستقرار السّياسي، إذ قبل أيّ انتخابات رئاسيّة أو تشريعيّة تعمّ الفوضى والصّراعات بين فصائل ليس لها أيّ مشروع سوى الاستيلاء على السّلطة أو البقاء فيها مدى الحياة، وغالباً ما يصحب ذلك بمئات وآلاف الضّحايا من الطّرفين تتحوّل أحيانا إلى صراعات قبليّة تسمح بالتدخّل العسكريّ للقوى الكولونياليّة السّابقة، واضطرار الآلاف من السّكّان إلى الهجرة خارج الحدود وعبر المتوسّط نحو البلدان الأوروبية، وبعض البلدان المجاورة مثل الجزائر وطلب الدّعم أو المساعدة على الاستقرار من البلدان الكولونيالية الحاضرة فعليّاً والغائبة ظاهريّاً.
تحدث هذه الدّورة المأساويّة من الانقلابات العسكريّة والصّراعات القبليّة على درجات في غرب وشرق إفريقيا والسّاحل، حيث تجد بوكو حرام وجماعات إرهابيّة أخرى تستغلّ حالة الانفلات العامّ في ليبيا منذ 2011 وما توفّره من أسلحة معروضة في السّوق السّوداء، وضعف وتيرة التّنمية وانتشار ظاهرة تهريب العملة الصّعبة من طرف قيادات من مختلف المستويات.
على الرّغم من الخطوات الايجابيّة التي حقّقها اتّفاق الجزائر، فإنّ وضعه في الشّهور الأخيرة في قائمة الانتظار هو الآن في حاجة إلى احياء وتنشيط من طرف السّلطة الجديدة في باماكو، فمساعي الجزائر لتحقيق الاستقرار في مالي وكلّ السّاحل لا تخفي أيّ نوايا غير تحقيق السّلم والاستقرار والتّعاون مع كلّ بلدان السّاحل لمكافحة الإرهاب وتجارة السّلاح والبشر في عموم المنطقة، فالسّلام والتّعاون في هذه المنطقة الحسّاسة سيكون بلا ريب لمصلحة الجميع.
لم تتوصّل جهود أخرى لتحقيق السّلام والاستقرار والقضاء على الجماعات الارهابيّة المتغلغلة في شمال مالي الذي يهمّ الجزائر لأسباب أمنيّة وسكّانيّة واقتصاديّة أي التّبادل التّجاريّ المشروع، فلم تتمكّن القوة الكولونياليّة السّابقة عن طريق التدخّل المباشر المعروف باسم بركان ولا القوّة المشتركة للساحل المعروفة بخمسة + خمسة سنة 2017، بالإضافة إلى أكثر من 15000 مراقب من بعثة الأمم المتّحدة المتعدّدة الاختصاصات minusma المفروض أن تعمل على تطبيق اتّفاق الجزائر، لم تتمكّن تلك الهيئات من تحقيق الاستقرار وتطهير مالي والسّاحل الإفريقي من الجماعات الإرهابية لحدّ الآن، ومن التطوّرات في هذا البلد الجار في عمق الجزائر الإفريقي هو تنحية الرّئيس السّابق بوبكر إبراهيم كيتا (BBK)، ومن المأمول أن تعود القيادة المالية بعد المرحلة الانتقالية إلى توافق جميع الأطراف على تنفيذ اتّفاق الجزائر، ونجد في التّشخيص الذي قام به السّفير إسماعيل شرقي محافظ السّلم والأمن في منظّمة الاتّحاد الافريقي معالم للطريق من داخل مالي والسّاحل ومن محيطه القريب الذي يرسم خريطته اتّفاق الجزائر El Watan 07.10.2020 .
من المهم أن تحظى الدراسات والأبحاث المتعلقة بغرب ووسط افريقيا باهتمام المؤسسات الجامعية ومراكز البحث فالمجتمعات الافريقية وهياكلها القاعدية في تحول متسارع، ولهذه الدراسات العلمية اهمية كبيرة في تحضير السياسات في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والامنية، من المنتظر أن تعود الهيئة المكلفة بالدراسات الاستراجية الى مهامها في الأمد القريب، بعد سبات عميق، وأن تقدم للهيئات و المؤسسات المعنية ما يساعدها على اتخاد القرار في الشؤون الداخلية والخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار، وهما الشرط الأساسي للتنمية والحضور الفاعل على الساحة الدولية.