أحدث الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب سياسة خارجية غريبة وضعت المصلحة الشخصية قبل المصلحة العامة، إذ لم يجرؤ 44 رئيسا سبقه إلى البيت الأبيض أن اتّخذ هذا النهج السلطوي، الذي ينتظر العالم طي صفحته نهائيا، آملين في أن لا يقدم رئيس «أمريكا أولا» على قرارات سيئة في أيامه الأخيرة بالمكتب البيضاوي الذي يقضي فيه أغلب أوقات عمله، مع استمرار تشكيكه في نزاهة نتائج الانتخابات الرئاسية رغم تأكيد المجمّع الانتخابي على النتائج النهائية، التي أفضت إلى فوز جو بايدن.
ترامب لن يخرج دون إحداث زلزال سياسي، وإن كانت كل المؤشرات توحي بتسليمه السلطة في الموعد المحدد في 20 جانفي القادم. وهو يوم ينتظره ساسة العالم قبل الأمريكيين لطي صفحة وهاجس الحرب التي قد يقدم عليها الرئيس المودّع.
ما يؤكّد هذا التخوف تصريحات العارفين بالمشهد الأمريكي وفي مقدمتهم عراب الحروب هنري كيسنجر والمفكر تشومسكي، اللّذين حذّرا مرارا من عواقب سياسة الرجل الأبيض كما يلقبه الإعلام الأمريكي في شن حرب ضد الصين، لانه يعتبرها منشأ فيروس كورونا المستجد،وأسباب خسارته حسب تصريحاته عقب تبني التصويت عن طريق البريد.
لماذا بدأت المخاوف تتزايد مع قرب موعد تسليم السلطة للرئيس المنتخب؟ سؤال طرح مرارا هذا الأسبوع، بعد حدوث سابقة إثر إقدام الفريق الأمني في البيت الأبيض على حجب المعلومات والتقارير الأمنية عن فريق الرئيس المنتخب جو بايدن، وهي خطوة غريبة وخطيرة، فتحت باب التأويلات على مصراعيه مع بداية العد التنازلي لرحيل دونالد ترامب.
لكن مع هذه التطورات، يسعى قادة العالم إلى الإسراع في مواجهة ما قد يجرؤ عليه الرئيس المنتهي عهدته، لأن الإعلان الرئاسي الذي اتخذه مؤخرا بخصوص الصحراء الغربية، أحدث هلعا كبيرا داخل المشهد الأمريكي، واعترف بذلك الأصدقاء قبل المعارضين نظرا لخطورة القرار على السياسة الأمريكية المنتهجة منذ عقود طويلة في هذا الملف، لأن القرار فتح باب التصعيد والتوتر في المنطقة المغاربية، وهو ما جعل مجلس الأمن يسابق الوقت لبحث هذا التطور وإحداث قطيعة نهائية مع هكذا قرارات قد يقدم عليها ترامب في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.