اعتبرت وسائل إعلام أمريكية، أن اتفاقيات ما يسمى بـ»السلام» بين الكيان الصهيوني ودول عربية هرولت نحو التطبيع في خطر، بالنظر إلى الرحيل الوشيك لترامب وقدوم إدارة جديدة إلى البيت الأبيض، من المؤكّد أنها لن تنجز وعوده ولن تستكمل صفقات المقايضة التي تمت، لاسيّما تلك المتعلّقة بالصحراء الغربية.
يبدو أن مؤشرات ذلك بادية للعيان، بعد رفض مجلس الأمن الدولي في اجتماعه، الأثنين، القرار الأحادي المنافي للشرعية الدولية بخصوص قضية مجدولة في حوليات الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، منذ أكثر من نصف قرن؟
إن ما أقدم عليه مجلس الأمن ما هو إلا بداية على طريق اصطدام النظام المغربي بحقيقة مرّة وهي أنه قايض تطبيعه العلني بتغريدة على تويتر، لأنه يبدو أن وعد ترامب، أشبه ما يكون بقطعة زبدة ستذوب بمجرد طلوع شمس اليوم الموالي، كما يقول المثل الشعبي الجزائري.
الصدمة ستكون أكبر بمجرّد استلام جو بايدن مهامه منتصف جانفي 2021 والذي يبدو أنّه سيقضي عامه الأول في البيت البيضاوي في توقيع مراسيم تلغي كل قرارات سابقه، بعدما أضّرت بسمعة واشنطن، مثل تغريداته على تويتر التي يطلقها – بحسب ملاحظين- حتى دون الرجوع أحيانا إلى مستشاريه والتي يعلن فيها أحيانا عن قرارات مصيرية أثارت لغطا كثيرا وجدلا واسعين، مثل تلك المتعلّقة باعترافه بسيادة المغرب المزعومة على الأراضي الصحراوية، في تناقض تام وصادم مع موقف واشنطن التقليدي من الملف، إلى درجة أن بعض المعلّقين قالوا إن الرئيس الأمريكي – المنتهية ولايته- لا يعرف شيئا عن الملف، بل لا يعرف حتى أين تقع الصحراء الغربية؟!
الأكيد أن ترامب – الذي خدم الصهيوينة كما لا يخدمها أي رئيس أمريكي قبله وسيواصل إلى آخر يوم له في البيت الأبيض- لم يترك للذين تاجروا وقايضوا معه إلاّ التغريدات وتركة العار والخيبة؟
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.