بقدر ما تكبر المخاطر وتكبر التحديات التي تواجهها البلاد، ندرك أن رهان بناء دولة المؤسسات هو الرهان الأساسي اليوم.
نعم واضح تمام الوضوح أن البلاد في حاجة اليوم لمواجهة كل التحديات المفروضة عليها، لمؤسسات قوية؛ قوية بشرعيتها وقوية بفاعليتها وقوية بقدرتها على خدمة الجزائريين وتمثيلهم أفضل تمثيل، وقوية بقدرتها على خدمة الدولة الجزائرية وتمكينها من استكمال تجسيد المشروع الوطني. وواضح أن البلاد في حاجة ماسة لمزيد من الاستقرار والوحدة والتواؤم والتوافق، وفي حاجة لجيش أقوى ومؤسسات أمنية أقوى، وفي حاجة لكل الطاقات والإرادات من أجل مواجهة ما يحيط بها من أخطار.
ينبغي أن ندرك تمام الإدراك، أن عالم اليوم عالم خطير جدا، فهو على أبواب تحولات عميقة وتوازنات جديدة وأن سنين ترامب كسّرت الكثير من قواعد العلاقات الدولية والقانون الدولي ولم تقترح أي بديل آخر، غير الحمائية المفرطة وغير العنجهية والقرارات الهوجاء التي تحمكها الحسابات المصلحية وليس أي مبدأ أو قانون وأقل من ذلك قاعدة أخلاقية.
عندما يحرّض ترامب المغرب على شعب الصحراء الغربية ويمنحه حماية منافية للقانون الدولي، ففي ذلك صورة عن منطق وعن رؤية معينة تخفي أكثر مما تظهر ولكنها مهددة للجزائر بوضوح.
نعم ينبغي الانشغال بكل هذا، خاصة إذا أضيف له ما تعيشه منطقة الساحل منذ سنين، من تدفق مهول للأسلحة وانتشار واسع النطاق لعوامل عدم الاستقرار وتشجيع على ظهور ردود فعل معاكسة لتلك المخططات ولكن من قبل جماعات مسلحة ومن قوى غير منضبطة ومستخدمة، في غالب الأحيان، في مخططات تستهدف حماية مصالح وتستهدف منع بلدان وشعوب من النهوض الاقتصادي الثقافي والاجتماعي.
ينبغي الانشغال بهذا بحماية كل عوامل القوة، خاصة الاستقرار والوحدة وقوة المؤسسات، كل المؤسسات، ذلك يحتم علينا مراجعات كثيرة، سياسية واقتصادية واستراتيجية، ويحتم علينا تحديد الصديق بدقة متناهية وتحديد العوامل التي تتحكم في بناء التحالفات الجديدة والعوامل التي تتحكم في أمننا الوطني.
بقي القول، إن الزمن هو زمن الجدية والزمن هو زمن التوافق والزمن هو زمن التغيير الهادئ والصارم وهو زمن توفير شروط بناء الجزائر الجديدة بنظام سياسي جديد..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.