تصرفات مميتة وقاتلة تشهدها طرقنا السريعة؟ كيف لا؟ وذاك الشخص الذي لقي حتفه، رحمه الله، بعدما دهسته سيارة أو شاحنة، في انتظار ما يسفر عنه التحقيق، عندما حاول قطع الطريق السريع وبقي ملقى على قارعتها ميتا، متسببا في مجزرة مرورية حقيقية خلّفت 5 قتلى و12 جريحا -رحم الله الجميع- بعد ما أكمل هذا المشهد المؤلم سائقا شاحنتين نصف مقطورتين أتت على كل شيء والنتيجة مأساوية ومحزنة.
أحد الأشخاص أدلى بشهادته لإحدى القنوات التلفزيونية، مستنكرا السماح لشاحنة، وصفها بكومة خردة، بالسير في الطريق العام وتعريض حياة الناس لموت أكيد؟
كل مرة نسمع المسؤولين عن النقل، من وزراء تعاقبوا ومديرين تداولوا على المناصب، عن تجهيز الشاحنات المقطورة بأجهزة حساب السرعة ومدى احترام سائقيها لتدابير السلامة، ناهيك عن صلاحيتها للسير… لكن لا شيء من ذلك حصل ومازالت مقطورات الموت تقتل بالجملة وبالتجزئة، ولكن بمجرٌد انتهاء الصخب الإعلامي ينتهي كل شيء بتعزية أهالي من قتلوا؟!
سلوكات أخرى أصبحت مشاهد يومية في طرقنا السريعة وهي قيام المارة بقطع الطريق السريع، وفي الكثير من المرات تصادفنا عائلات بأكملها تفعل ذلك دفعة واحدة، دون أدنى شعور بالخوف وبالمسؤولية، ومرات يقومون بذلك على بعد أمتار من الممرات العلوية للراجلين؟
هذه ظاهرة تستحق ردعا صارما، لأن الراجلين ليسوا ضحايا دائما، كما يتصور البعض، فالكثير من الحوادث المميتة كانوا هم سببها، ثم يستأنفون وجهتهم وكأنهم لم يفعلوا شيئا، في حالة نجاتهم، أما في حالة دهسهم فإن المشهد أكثر دموية، كما حصل، أمس الأول، على الطريق السريع بخميس مليانة بولاية عين الدفلى، بسبب ذلك الشخص الذي لقي حتفه وتسبّب فيما تسبب؟
إذا كانت جائحة كوفيد-19 دفعت السلطات العمومية إلى اتخاذ حزمة من التدابير المشدّدة لحماية المواطنين من الموت ومنع العدوى من الانتشار وهي حالة استثنائية، أفليس من باب أولى اتخاذ تدابير لوقف هذه المجازر المرورية التي أصبحت من يومياتنا وتقتل أكثر من كورونا.
للتذكير فقط، وأنا أكتب هذه الأسطر يطالعنا خبر مؤلم آخر جاء هذه المرة من شرق البلاد، عن اصطدام شاحنة بحافلة نقل مسافرين ومن ألطاف الله أن الحادث لم يخلّف قتلى، فإلى متى يستمر الكابوس؟!
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.