كشفت نتائج دراسة علمية جديدة عن أنه من غير المرجح أن ينقذ حارس المرمى ركلة حرة مباشرة إذا كان هناك حائط صد من لاعبي فريقه يصطف جنبًا إلى جنب على بعد عشر ياردات (9 أمتار و14 سنتيمتر) أمام الكرة، وفقا لما نشرته «ديلي ميل» البريطانية.
ويقول فريق الباحثين من جامعة كوينز ببلفاست إن تقنية حائط الصد عند تسديد الركلات الحرة المباشرة أصبحت محل شك بعد الإعلان عن نتائج الدراسة التي تثبت أنها تساعد لاعب الفريق الخصم بنسبة أكبر لتسجيل هدف.
إعاقة مجال الرؤية
يوضح الفريق البحثي في نتائج الدراسة أن حائط الصد يتسبب في إعاقة مجال رؤية حارس المرمى ويبطئ رد فعله حيث يتأخر في التحرك لصد الكرة بعد لحظات من تسديدها ليحدد اتجاهها. وتقدر الدراسة فترة حجب رؤية حارس المرمى للكرة بحوالي 200 مللي ثانية تقريبًا، ويكون وقت رد فعله أبطأ بما يصل إلى 90 مللي ثانية عن بدء تحركه للتصدي للكرة في حالة عدم وجود حائط صد. وكشفت الحسابات، التي قام الباحثون بإجرائها في إطار الدراسة التي يحتمل أن تغير من بعض التكتيك الدفاعي في مباريات الساحرة المستديرة، أنه مع وجود حائط الصد في مكانه، فإن احتمالية قيام الحارس بإنقاذ ناجح أقل بنسبة 13%.
طرق التسديد المختلفة
تنطبق نتائج الدراسة على جميع أنواع الركلات الحرة، بدءًا من طريقة اللاعب الويلزي غاريث بيل، الذي اشتهر بتسديداته المتقنة من مسافات بعيدة، أو النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وصولًا إلى أولئك الذين يسددون على طريقة ديفيد بيكهام، الذي اختاره الجوهرة السوداء بيليه كواحد من أفضل 125 لاعب كرة قدم على قيد الحياة في عام 2004.
تلّقي مزيد من الأهداف
قالت بروفيسور كاثي كريغ، الباحثة المشاركة في الدراسة البحثية: «باختصار، إن وضع حائط صد دفاعي يمكن أن يؤدي في الواقع إلى تلقي حارس المرمى المزيد من الأهداف».
وتستند النتائج المنشورة، في دورية PLOS ONE، إلى تجارب تم إجرائها بواسطة تقنيات الواقع الافتراضي وبمشاركة 25 شخصا، في العشرينات والثلاثينات من عمرهم، من بينهم عشرة من حراس المرمى الماهرين. تنطبق هذه الظاهرة على كلتا المجموعتين، بما فيهم أولئك الذين مارسوا لعبة كرة القدم في الملاعب الواقعية.
إبطاء رد فعل حارس المرمى
أوضح الباحث المشارك في الدراسة دكتور جووست ديسنغ: «في حين أن استراتيجية حائط الصد الدفاعي فعّالة في بعض الحالات، فإنها غالبًا ما تؤدي إلى إعاقة رؤية حارس المرمى للكرة المتحركة. وعلى الرغم من أنه سبق أن افترض الخبراء الآثار السلبية لتشكيل حائط صد أمام حراس المرمى أثناء تسديد الركلات الحرة، إلا أن نتائج هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تحدّد كم السلبيات بأسلوب علمي حتى الآن.
وتُظهر الدراسة أنه عندما يتم إعاقة رؤية حارس المرمى للكرة في البداية، فإنه يضطر إلى الانتظار لفترة أطول قبل بدء التحرك باتجاه الموقع الذي تم تصويب الكرة نحوه، مما يقلل من الوقت المتاح لهم لإنقاذ الكرة قبل أن تتخطى خط المرمى.
موقع الركلات الأكثر تهديداً
وكشفت الدراسة أيضًا أن موقع تنفيذ الركلة الحرة يلعب أيضًا دورًا حاسمًا، حيث تشكل الركلات الحرة، التي يتم تنفيذها من موقع مركزي بالمواجهة مع المرمى، أكبر تهديد لحراس المرمى إذا كان يقف أمامه حائط صد.
تضرّ أكثر مما تنفع
تفرض قوانين اللعبة أن يكون جميع المدافعين على بعد 10 ياردات على الأقل من الكرة عند تسديد الركلة الحرة. وكانت الفكرة، وراء اصطفاف اللاعبين كحائط صد على مسافة لا تقل عن الحد الأدنى، تهدف إلى تقليل مقدار الهدف المتاح، الذي يمكن أن يصوب إليه لاعب الفريق الخصم. ولكن يرى النقاد أن عرقلة رؤية حارس المرمى بهذه الطريقة تضر أكثر مما تنفع.
حجب جزئي لمعلومات مهمة
وقالت بروفيسور كريغ: «كما هو الحال مع العديد من الرياضات، يتم تحديد النجاح في إحراز الأهداف من خلال القدرة على الوصول إلى المكان الصحيح بالوقت المناسب قبل أن يتمكن الحارس من تنفيذ التصدي. وعلى الرغم من أن حراس المرمى ربما يزعمون أنهم «يرون» الكرة من خلال حائط الصد الدفاعي عبر سيقان اللاعبين قبل ركلها، إلا أنهم على الأرجح لن يروا مسارها في الجزء الأول بعد ركلها مباشرة، مما يحجب جزئيا معلومات مهمة «يحتاجها الدماغ لاتخاذ قرار بشأن المكان، الذي تتجه إليه الكرة ومتى ستصل إلى هنا