عززت مؤسسة الشعب عام 2020 تواجدها في العالم الرقمي، من خلال اطلاق جريدتها الإلكترونية «الشعب أونلاين»، تحت شعار «الترابطية، التفاعلية، تعددية الوسائط والنشر»، ودعمت حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال منصات وصفحات متنوعة وقناة على اليوتيوب، تجسيدا لبرنامج طموح يهدف إلى التوسع والانتشار في الفضاء الافتراضي، وتحويلها إلى بوابة تضم مجموعة من المواقع المتخصصة.
شكّل ميلاد «الشعب أونلاين» بتاريخ 22 أوت الفارط حدثا مهما في 2020 بالنسبة لمؤسسة الشعب، التي تطمح إلى الريادة في عصر يشهد تنافسية إعلامية شرسة وتوجها واسعا نحو الصحافة الإلكترونية، فكان هذا المولود الإعلامي خطوة مهمة لتجسيد مشاريع متعددة للمؤسسة تعيدها إلى مكانتها الحقيقية كمنبر إعلامي عريق يقدم خدمة إعلامية عمومية في المستوى.
الحدث جرى تحت إشراف أحمد بوشجيرة، أمين عام وزارة الاتصال نيابة عن وزير الاتصال عمار بلحيمر، الذي أعطى إشارة انطلاق الجريدة الإلكترونية رفقة الرئيس المدير العام مصطفى هميسي، بحضور عمال وصحفيي المؤسسة إلى جانب إعلاميين جاءوا لتغطية هذه المناسبة التي رسمت مسارا جديدا للمؤسسة.
وكان المولود الإعلامي الإلكتروني محل تثمين من قبل المسؤولين والمهنيين، الذين اعتبروه قفزة نوعية نحو ولوج مؤسسة الشعب الصحافة الرقمية الحقيقية، على رأسهم وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، الذي نوّه بتأسيس «الشعب أونلاين» وتوجه المؤسسة نحو الإعلام الإلكتروني «وهو يندرج في إطار المرور الحتمي والسريع إلى الرقمنة، والتحكم في الوسائل التكنولوجية المتطورة، التي تهدف أيضا إلى ترقية المحتوى الرقمي الجزائري، وهو المسعى الذي تنتهجه اليوم وزارة الاتصال ضمن استراتيجية النهوض بالرقمنة والصحافة الإلكترونية من خلال ورشاتها المسطرة لإصلاح القطاع».
ولأن التحدي كبير في عالم التنافس الإلكتروني الخبري المحموم، كان لابد على المشرفين على مؤسسة «الشعب»، أن يطلقوا موقعا إلكترونيا مستقلا عن النسخة الورقية، يستجيب للتحولات التي يعرفها قطاع الإعلام ولطموحات المتلقي والمتصفح، يستطيع استقطاب عدد لابأس به من المتابعين والمهتمين الذين ارتفع عددهم في السنوات الأخيرة، حيث بلغ ـ حسب الإحصائيات الأخيرة ـ 20 مليون جزائري متابع للعالم الافتراضي والمنصات والمواقع، لهذا كان السعي أن تكون الجريدة الإلكترونية لمؤسسة «الشعب» متميزة في محتواها الخبري، جذابة في شكلها الفني، ومتنوعة في بواباتها ومتطورة تقنيا.
«الشعب أونلاين».. الخبر في حينه
«الشعب أونلاين» جريدة إلكترونية إخبارية تعتمد على نشر الأحداث الآنية المختلفة، تم تبويبها إلى بوابات بشكل يلبي طموحات المتصفحين والزوار، فإلى جانب الأخبار العاجلة والهامة، يضم الموقع بوابات خاصة بالجزائر، أجندة، حدث، اقتصاد، ثقافة، ريبورتاج، رياضة، العالم، علوم وتكنولوجيا، مجتمع، حوارات، ملتيميديا (صور وفيديو)، رأي وأعمدة، إلى جانب البث المباشر، وغيرها من المضامين التي تهم المتصفحين في جميع المجالات، كما يمكن عبر الجريدة الإلكترونية تحميل النسخة الورقية للمؤسسة.
والمتصفح لـ»الشعب أونلاين» يجد تنوعا في المحتوى الإخباري مع إفراد مساحة مهمة للصور والفيديوهات، كما يمنح المجال للتفاعل مع ما ينشر من خلال خاصية التعاليق، وتم الحرص على أن الجريدة الإلكترونية تمس جميع الأنواع الصحفية، وتكون مواكبة للتطور الحاصل، حيث تتميز باحتوائها على خصوصية البث المباشر إلى جانب المقال الصوتي، إذ بإمكان المتصفحين متابعة نشاطات اليومية والاستماع إلى المحتوى المنشور بطريقة «البودكاست» تسهيلا على المتابعين. وتم ربط الجريدة الإلكترونية لمؤسسة الشعب بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل يسهل على الزائرين والمتصفحين مشاركة محتواها على نطاق واسع.
ولتقديم مادة إعلامية تلبي الطموحات يراعي طاقم «الشعب أونلاين» عدة أمور مهنية، منها على وجه الخصوص تحري الموضوعية والدقة والمصداقية في نشر الأخبار، من خلال التنويع في المصادر المفتوحة والتقليدية مع الاعتماد على بيانات المؤسسات والهيئات التي تصل الجريدة أو عبر الصفحات الرسمية بالوسائط الاجتماعية، إلى جانب التواصل مع الزملاء الصحفيين والمراسلين الموجودين في عين المكان.
كما يراعي الفريق السرعة والآنية في نشر مختلف الأخبار، لربح ثقة المتصفحين وزيادة عدد المتابعين وتوطيد العلاقة بينهم وبين «الشعب أونلاين» في ظل المنافسة الشرسة للوصول إلى المعلومة، بالإضافة إلى التدقيق في الروايات والأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل نشرها على الجريدة ومنصاتها، والتحقق من الفيديوهات والصور المنتشرة عبر تلك الوسائط، من خلال التطبيقات والبرمجيات.
ولأن قارئ اليوم ليس هو قارئ الأمس تُنشر الأخبار على «الشعب أونلاين» بلغة إعلامية مضبوطة ومفهومة وبسيطة، تختلف عن تلك المستعملة في النسخة الورقية، واختيار عناوين واضحة وقصيرة وفي بعض الأحيان مثيرة لجلب عدد أكبر من المتصفحين والمتابعين، مع الابتعاد عن أسلوب التهويل والتضليل في نقل الأخبار، والإشارة إلى مصادرها وكذا احترام قوانين حقوق الطبع في نشر الصور والفيديوهات، إلى جانب التعرف على خلفيات بعض المصادر التي يعتمد عليها لفهم الدوافع كي لا يتم الوقوع ضحية دعاية سياسية، كما يتم احترام خصوصية المتابعين وعدم نقل الأخبار التي تمس بالتقاليد والأعراف والرموز الوطنية.
صفحات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي
وبحكم أهمية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها الكبيرة ورواج استخدامها لدى أغلب فئات المجتمع خاصة منهم فئة الشباب، تم إعطاء أهمية كبيرة لصفحات المؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منها «فايسبوك»، «تويتر»، «يوتيوب» و»انستغرام».
فقد تم تدعيم الصفحات الخاصة التي أنشئت سابقا بصفحات أخرى جديدة باسم «الشعب اونلاين»، بحثا عن الانتشار أكثر والوصول إلى أكبر قدر من المتابعين داخل وخارج الوطن، لهذا نجد منصات على «الفايسبوك» و»تويتر» و»استغرام» تنشر فيها مختلف الأخبار والصور والفيديوهات، إلى جانب قناة «الشعب» على «اليوتيوب».
هذه الصفحات تنقل الأخبار المختلفة في حينها بالصور والفيديوهات، مع روابط للنقر تنقل المتصفحين إلى الجريدة الإلكترونية للإطلاع على تفاصيل الأحداث، إلى جانب البث المباشر لـ»منتدى الشعب» و»ضيف الشعب» وغيرها من النشاطات الرسمية وغير الرسمية، والتي تلقى مشاركة وتفاعلا من طرف المتابعين للصفحة، حيث بلغ العدد لحد الآن أكثر من 30 ألف متابع و68 ألف مشترك على الفايسبوك، وعدد لابأس به من المشتركين على صفحتي «تويتر» و»انستغرام».
ولأن الأخبار والمعلومات والأحداث لا تكتمل إلا بالصوت والصورة، كان لابد من إنشاء قناة على اليوتيوب تتضمن فيديوهات أهم نشاطات المؤسسة على مدار السنة، خاصة فيما يتعلق بفيديوهات «منتدى الشعب» و»ضيف الشعب»، والتي تحظى بمتابعة مهمة ومشاهدات لاباس بها، كما تحوي فيديوغرافيك سياسية، دولية، ثقافية، رياضية، ووثائقية في انتظار تجسيد مشروع «الواب تيفي» وتقديم نشرات إخبارية موجزة يومية وقصص خبرية وثائقية.
ورغم العدد غير الكبير للمشتركين في القناة إلا أنها سمحت للكثير من رواد اليوتيوب بالتعرف على عميدة الصحافة الجزائرية ونشاطاتها المختلفة، وتحولت مؤخرا إلى قناة لا تعتمد فقط على بث فيديوهات منتدى «جريدة الشعب» و»ضيف الشعب» بل أصبحت قناة تنقل مختلف الأحداث الوطنية والمحلية بالصوت والصورة ينجزها صحفيو الجريدة الإلكترونية وصحفيو مختلف الأقسام الأخرى والمراسلون، إلى جانب بث الحوارات واللقاءات التي يجرونها داخل المقر أو خارجه، ويطمح المشرفون إلى إنجاز ستوديو احترافي يتوفر على جميع إمكانيات النقل المباشر والتسجيل السمعي البصري.
وهناك سعي لجعل النقل المباشر لـ»منتدى وضيف الشعب» عبر «الفايسبوك» و»يوتيوب» احترافيا وبنوعية جيدة بالذهاب نحو الاعتماد على كاميرات عصرية لتصل الصورة والصوت بجودة عالية للمتابع والمشاهد.
فريق طموح لإنجاح المشروع
يشرف على الجريدة الإلكترونية لمؤسسة الشعب، فريق شاب معزز بالإمكانيات التي تجعله يعمل باحترافية، يطمح إلى جعله موقعا ناجحا ومواكبا لجميع الأحداث وأكثر تفاعلا ومشاركة لمختلف المنشورات عبر الوسائط الاجتماعية، في انتظار تحويل الجريدة إلى بوابة إلكترونية، تكون في مستوى تحديات الرقمنة وتطلعات القراء والمتابعين، تضم مواقع متخصصة في الاقتصاد، الرياضة والثقافة وغيرها.
فريق «الشعب أونلاين» يضم صحفيين، مصممين، تقنيين ومركبين، حيث يضطلع الصحفيون بمهام صياغة ونشر الأخبار، والتنسيق مع الزملاء بالجريدة الورقية والمراسلين لضمان تغطية مختلف الأحداث الوطنية، المحلية، الاقتصادية، الرياضية والثقافية..الخ، إلى جانب تحري الصور والفيديوهات والتدقيق في المعلومات والمادة التي تنشر عبر الجريدة والصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يقوم التقنيون بمهام واضحة لتجنب أي خلل أو تغيير في الجريدة، أما المصممون والمركبون فمهمتهم إنجاز صورغرافيك وفيديوغرافيك احترافية مواكبة لما ينشر عبر الجريدة والمنصات.
وتم تقسيم العمل بطريقة منظمة تسمح للفريق بالمواكبة الآنية للمستجدات ونشرها عبر «الشعب أونلاين» على مدار اليوم، كما تم رسم خطة واستراتيجية مدروسة لتطوير المحتوى وتحقيق القفزة المرجوة ورفع نسبة المتابعة والمشاركة، وجعلها جريدة ترقى لمفهوم الصحافة الإلكترونية عبر تكثيف النشر اليومي لأهم الأخبار، والتغطية الميدانية بالصوت والصورة لأهم الأحداث.
ويركز صحفيو «الشعب أونلاين» على المادة الإعلامية السمعية البصرية، وإجراء حوارات ولقاءات مع صانعي الحدث، سواء على مستوى مقر الجريدة أو خارجها.
كما يتم إيلاء أهمية كبيرة للتعليقات التي ينشرها المتصفحون والمتابعون عبر صفحات «الشعب» بالوسائط الاجتماعية، حيث يقوم صحفيو الجريدة الإلكترونية بمطالعة التعليقات والرد على الرسائل التي تصل الصفحات.
ويحرص المشرفون على قسم المواقع والشبكات تنظيم اجتماعات دورية بين فريق الجريدة الإلكترونية لتقييم ومناقشة ما تم القيام به وتقديم الاقتراحات والملاحظات المختلفة، كما يتم التنسيق مع صحفيي الجريدة الورقية ومراسليها بحثا عن جعل المحتوى الذي يتضمنه موقع «الشعب أونلاين» مادة إعلامية بنسبة كبيرة من إنجاز صحفيي المؤسسة.
«الشعب» بعد 58 عاما.. نحو بوابة إلكترونية احترافية
ولوج مؤسسة الشعب العالم الرقمي ليس وليد اليوم، بل تعتبر من بين أولى الجرائد في الجزائر التي فتحت موقعا إلكترونيا على الواب، وكان ذلك في عام 1998 بنشر نسختها الورقية على الانترنت.
وشهد الموقع الإلكتروني لجريدة الشعب تحيينات وتحديثات عديدة، كان الغرض منها الاستجابة للكم الهائل من المادة الإعلامية السياسية، الاقتصادية والرياضية والثقافية وغيرها، ومواكبة التطورات الحاصلة في قطاع الإعلام، إلى جانب تسهيل عملية التصفح وجعله أكثر جاذبية عبر تصميم عصري وحديث، يتضمن بوابات تسمح للزائرين باختيار الأخبار والمواضيع التي يرغبون الإطلاع عليها ومشاركتها مع أصدقائهم.
وتجسيد جريدة «الشعب أونلاين» في 22 أوت 2020 إلى جانب المحافظة على الموقع القديم لليومية، هو بداية لمشاريع أخرى يطمح إليها مسؤولو المؤسسة، للتوسع والانتشار واقتحام العالم الرقمي من بابه الواسع، وكذا تحقيق القفزة المرجوة في عصر الرقمنة والتسابق المحموم من أجل الحصول على المعلومة والخبر.
إذ يحرص مسؤولو مؤسسة الشعب بعد 58 عاما من تأسيسها، على مواكبتها للمتغيرات الرقمية التي يعرفها ميدان الإعلام، خاصة فيما يتعلق بتواجدها على الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، بجعل الجريدة الإلكترونية في مستوى التحديات وتحويلها إلى بوابة إلكترونية تضم مواقع متخصصة تصبح مرجعا للمعلومة والأخبار الصادقة والصحيحة.