مثلما حلت حاملة معها جرحا وألما وآهات سببها فيروس كورونا الخطير الذي غيب عنا أعز أصدقاء وأقرباء، انتهت سنة 2020، تاركة البشرية جمعاء في طوارئ لحماية الذات من كابوس مفزع، فاتحة أملا في أن تكون السنة الميلادية الجديدة أكثر فألا للخروج من وضع صحي استثنائي طال أمده.
تضمنت هذه النظرة التفاؤلية وتقاسمت بشأنها الرسائل برقيات تهاني تداولت عبر العالم، معبرة عن أمنيات في أن تكون 2021، بردا وسلاما على إنسانية أنهكها فيروس صامت وترى في اللقاحات المبتكرة مخرج نجاة من تراجيديا الموت.
فيروس كورونا هو أخطر وباء تواجهه البشرية في تاريخها، لم يقو العلم على محاربته بالسرعة المألوفة، رغم التطور والتكنولوجيا الطبية، فأظهرت عجزا لنجدة بني آدم، وجد فجأة منظومته الصحية في هشاشة غير مسبوقة، كاشفة عن غياب مقاربة استشرافية في مواجهة أزمات وإدارتها بمستوى تؤمّن الساكنة من أي خطر محتمل.
لكن لكورونا خصوصية أخرى وتمايزا كان له الوقع الايجابي على سلوكيات اجتماعية، بقدر ما احدث إرباكا وشللا في أوجه الحياة، عزز الفيروس روح تضامن وتآزر، وأسس لمنظومة دفاع ومقاومة لفرض الوجود.
المشهد عشنا تفاصيله في جزائر اتخذت تدابير وقائية مبكرة ضد الوباء، عبر حملات تحسيس وتعبئة للتعريف بالفيروس أولا وحث المواطنين على الالتزام بإجراءات حماية متمثلة في الحجر والعزل والتباعد وارتداد الكمامات. وهي حملة رافقت فيها قطاعات عدة «الجيش الأبيض» ولم تتركه وحيدا في الخطوط الأمامية للاعتقاد الخاطئ أنه أول المعنيين بالمهمة والأكثر تخصصا وصلاحية في السلامة الصحية.
بهذه القناعة، انخرط الإعلام في الحرب المفتوحة على كورونا، مرافقا العمل السياسي والصحي، موظفا أقصى درجة احترافية في مسعى المساهمة لتوفير شروط الوقاية والحماية لمواطن استعاد وعيه، عدل من سلوكه بعد أن كان تحت وقع صدمة بسبب مغالطات أخبار «فايك نيوز». وهي وضعية فرضت تعبئة إعلامية قصوى تقاسمت فيها وسائل اتصال الوظيفة، فاتحة الباب لأهل الاختصاص لإعطاء المعلومة الصحيحة عن وباء، أعطت مصداقية لإستراتيجية التصدي لجائحة القرن.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.