قدّمنا تقريرا لـ «الكاف» و»الفيفا» لشرح ضعف التنظيم وقلة نزاهة المنافسة
مشكلتنا أنّنا لا نؤمن بالمشاريع المستقبلية
هدف منتخب أقل من 17 سنة التأهل لـ «الكان»
بعد الضجّة الكبيرة التي حدثت إثر الوجه المخيّب لمنتخب أقل من 20 سنة في دورة شمال إفريقيا المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 بموريتانيا والتي سيغيب عنها مجدّدا صغار الخضر، اتّصلنا بالمدير الفني عامر شفيق الذي في كل مرة يتم انتقاد عمله، ففتح لنا قلبه في هذا الحوار، وتحدّث عن العديد من النقاط المهمة.
«الشعب أونلاين»: ما تقييمكم لمشاركة منتخب أقل من 20 سنة في دورة شمال إفريقيا المؤهّلة لـ «كان» موريتانيا؟
المدير الفني الوطني عامر شفيق: بعد كل دورة وعمل نقوم به يكون هناك اجتماع بين المديرية الفنية ورئيس الاتحادية والطاقم الفني لتقييم العمل المنجز، لا يمكنني تقديم تقييم دقيق، لكن بصفة عامة كان هناك إخفاق في تحقيق النتائج المرجوّة لأنّه كان لدينا أمل ولو متواضع لتحقيق نتائج في ظل الظروف، التي لم تكن في صالح منتخب أقل من 20 سنة، وذلك رغم كل المجهودات التي وفرناها من إمكانيات بشرية ومادية لإنجاح خرجة المنتخب، الأخير شرع في تحضيراته لدورة شمال إفريقيا متأخرا مقارنة بالمنتخبات المشاركة، ندّدت وقلت إن المنتخبات الأخرى شرعت في التحضير شهر جوان الفارط وبدأت تلعب مباريات ودية تحضيرية، ونحن راسلنا الوزارة في أكثر من منافسة لكن نظرا للظروف الصحية التي كانت تتخبّط فيها الجزائر تلقّينا الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات شهر سبتمبر المنصرم، وكان هناك فارق كبير في نوعية ومدة التحضير. أعتقد أنّ هذه من بين الأسباب الكبيرة التي جعلت صغار الخضر يفشلون في الظهور بوجه جيد في المنافسة، المباريات الودية لا ترحم، الذي يكون أكثر جاهزية هو من يتمكّن من الفوز، أما الذي يقوم بتحضير كلاسيكي لمنافسة كبيرة لا يمكنه تحقيق المفاجأة، بالنسبة لي لو تأهّلنا لكانت مفاجأة كبيرة في ظل التحضير المنجز. الفئات الصغرى لمختلف المنتخبات الوطنية ليست متعوّدة على التأهل والمشاركة في البطولات الإفريقية، وكل هذا راجع إلى إهمال التكوين من قبل الأندية الجزائرية، لأن الناخب الوطني يعمل بثمار عمل الأندية، وهذا ليس مشروع المديرية الفنية الحالية.
– أستوقفك، بالحديث عن مشاريع المديرية الفنية، في كل مرة يتم انتقادها وتوجيه أصابع الاتّهام لها بعد كل إخفاق، ما هو ردّكم؟
هناك وسيلة إعلامية وحيدة تتهجّم علينا عن طريق بعض الصحفيين وبعض المحلّلين، البقية لدينا احترام كبير بيننا وبينهم ومن بينهم جريدة «الشعب»، اليوم هذا المنتخب لأقل من 20 سنة هم لاعبين أكابر، المنتخبات التي نافسناها أغلبية لاعبيها ينشطون لدى الأكابر وخاصة المنتخب المصري، الذي كان المرشح الأكبر من أجل نيل الدورة، البعض يتهم المديرية ومشروعنا مع المنتخبات لم ينطلق بعد، عندما قلنا بأن مشروعنا هو إعادة الهيبة للمنتخبات الوطنية بطرق علمية وبرمجة مدروسة، كنا نتحدث عن فئة أقل من 15 سنة التي يشتغل عليها حاليا رمان وآيت الطاهر وصابر عبد الكريم.
– الناخب الوطني بن سماعين تحدّث عن الرزنامة والنزاهة بعد المباراة الثانية ضد المغرب؟
رزنامة المنافسة لم تكن في صالح المنتخب الوطني جراء التنظيم الكارثي وعدم احترام نزاهة البطولة، وهذا بعد انسحاب المنتخب المصري من المنافسة الذي كان يضم 18 حالة لفيروس كورونا، ولو فيه بعض الشكوك أن اختبارات الفحص «بي – سي – آر» لم تكن صحيحة، كانت فيه اتهامات كبيرة وكان هناك شجار كبير في الفندق بين الوفد التونسي والوفد المصري، الجو كان مكهربا في الفندق وهذه من بين الأخطاء الكبيرة التي قام بها المنظمون بوضع جميع الوفود في نفس الفندق، وحدثت حالة طوارئ أرعبت المشاركين بعد سماع ثبوت إصابة أكثر من لاعب في المنتخب المصري..وهذا ما أثّر معنويا على جميع الوفود، ضف إلى ذلك الملاعب الكارثية التي تم اختيارها من أجل إقامة المنافسة. المقابلة الافتتاحية جرت في ظروف حسنة ضد المنتخب التونسي في ملعب جميل والتنظيم كان رائعا، بعدها بدأت بعض الشكوك لزعزعة الفريق، حيث كان مرتقبا أن نلعب ضد المغرب في ملعب، وفي اليوم الموالي تم تحديد ملعب الباردو وفي نهاية المطاف تم اختيار ملعب زويتن الذي تم إغلاقه منذ سنتين، والجميع كان شاهدا على نوعية الأرضية التي لعبنا عليها، لا يمكننا التحجج بالأرضية لأنك ستقول لي بأن معطيات المواجهة كانت على المنتخبين، لكن نحن هنا نتحدث عن فئات شبانية يجب أن نضعها في أفضل الظروف للاستمتاع بالفرجة. للأسف الجمهور شاهد مباراة ضعيفة ولعبت على حيثيات صغيرة، وأكثر من ذلك بعد انسحاب المنتخب المصري طلبتُ من المنظمين بصفتي مديرا فنيا لاتحاد شمال إفريقيا توقيف البطولة وإعادة الرزنامة من جديد، لأنه من غير المعقول أن نلعب المقابلة الثالثة مع المنتخب الليبي ومنافسنا لم يجري أي مباراة في الدورة، وذلك حفاظا على نزاهة البطولة، للأسف كان هناك رفض قاطع من قبل المنظمين محتجين بقرارات «الكاف»، ما حدث أعتقد أنه سابقة أن يغادر فريق البطولة ولازالت هناك جولتين بعده، وهذا يفتح المجال لترتيب المباريات، من جانبنا رئيس الوفد عمار بهلول والأمين العام محمد ساعد احتجوا بقوة، وقدّمنا تقريرا مفصلا لما حدث لـ «الكاف» و»الفيفا».
– الكثيرون انتقدوا عمل «فاف رادار» ومستوى اللاعبين الذين تمّ انتقاؤهم؟
اليوم للأسف تجاوزنا الانتقادات ودخلنا مرحلة أخرى وهي العمل على تشويه صورة المدير الفني والعمل الذي يقوم به، قمنا بتربصات «الكاف» انتقدونا ومشروع الأكاديميات تم انتقاده، ومشروع مراكز التكوين كذلك، أي قرار تتخذه المديرية الفنية تكون محل انتقاد، خلية «فاف رادار» تعتبر سابقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، منذ استقلال الجزائر لم يكن عندنا خلية خاصة بالتنقيب على اللاعبين خارج الوطن، أعود قليلا للوراء نفس الأشخاص كانت تنتقد وتقول لو «عوار» و»فقير» تم اكتشافهما مبكرا لكانا اليوم بيننا، اليوم هذه الخلية متواجدة لإعطاء الفرصة لكل الجزائريين الذين يملكون الإمكانيات لتمثيل منتخب بلادهم، «فاف رادار» بدأت تنشط في فرنسا وسيتوسع عملنا بمختلف البلدان الأوروبية، وعيب وعار أن ننتقد جيلا جديدا اختار الجزائر ويفتخر بحمل الألوان الوطنية.
– منذ قدومكم وضعتم العديد من المشاريع على أرض الواقع؟
نحن على رأس المديرية الفنية منذ سنتين، وعملنا سنة وحيدة كون السنة الثانية طغى عليها فيروس كورونا، ودفع ذلك إلى توقف بطولات الفئات الشبانية شهر مارس وإلى غاية يومنا لم تستأنف نشاطها، أنا أوجّه أصابع الاتهام إلى المنظومة الكروية السيئة التي قدمت لنا هذه النوعية من اللاعبين، والمشكل لم يبدأ بوصول عامر شفيق إلى المديرية الفنية، منذ قدومي أحاول تصليح هذه الأمور تدريجيا، قمنا باجتماعات مع المدير الفني للرياضة المدرسية والجامعية لإعادة بعثها من جديد، بما أنها كانت خزان الفرق والمنتخبات الوطنية في السابق، وحضّرنا مشروعا مع المديرين الفنيين للأندية الذين سيكونون مرافقين لنا لإعادة بعث التكوين في الفئات الشبانية إجباريا، والمديرية الفنية ستحاسبهم وتراقبهم ويمكن أن نذهب إلى عقوبات للأندية التي لا تشتغل، وبعدها يمكن لنقاد البلاطوهات الحديث عن عملنا، الطاقم الفني لأقل من 15 سنة اليوم يتواجد ببشار لمعاينة اللاعبين وانتقاء الأفضل، يقومون بعملية تنقيب على مستوى القطر الوطني، وشاهدوا أزيد من 5000 طفل و160 فريقا و46 منتخبا جهويا، واختاروا لحد الآن 122 طفلا الذين سيشتغلون معهم عن قرب بعد افتتاح الأكاديمية الثانية للفاف بسيدي بلعباس، الذين قالوا بأن التكوين ليس من اختصاص الاتحادية يجهلون القوانين، هناك خلية بالفيفا تسمح لكل الاتحادات أن يكون لديها جمعية شبانية تشارك في بطولات الفئات الدنيا، وهذا يعني أن الباب مفتوح للأكاديميات للعمل، في فرنسا هناك مراكز الامتياز الذين يضعون فيها اللاعبين الذين يتم انتقاؤهم، مشكلتنا في الجزائر لا نؤمن بالمشاريع المستقبلية، وعدو أي مشروع هو الوقت وفي الجزائر نبحث عن الحاضر ولا يهمنا المستقبل، في بداية مشروع بارادو تمّ انتقاد «قيو» وطريقة لعب الأطفال دون حذاء ولكن النتيجة ظهرت بعد عشر سنوات، جهل المنتقدين يشجّعني أكثر على العمل، أعرف ما أقوم به وإلى أين أريد الوصول، والمكتب الفيدرالي يوافقني على العمل الذي أقوم به، ويكفيني اعترافا التهاني التي وصلتني من الاتحاد الدولي للعبة على العمل الذي أقوم به.
قمنا كذلك باجتماعين مع المديرية الفنية الفرنسية والثالث مبرمج مطلع شهر جانفي المقبل، لدينا شراكة في تكوين المكوّنين وتكوين الفرق في التسيير لأنه من النقاط السلبية في كرة القدم الجزائرية، ولدينا العديد من المشاريع، نحن نجهّز الأرضية لبناء مشروع رياضي كبير ومتكامل، ما وصل إليه المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة هو ثمار عمل سنوات وضعه المدير الفني لارغت الحالي لفريق مارسيليا، المنتخب الذي فاز علينا الأسبوع الماضي وتأهل لأمم إفريقيا هو نفسه الذي تأهل لأمم إفريقيا لأقل من 17 سنة، والمغرب قبل 15 سنة لم تكن لها منتخبات شبانية عكس الجزائر التي تملك بطولات شبانية منذ الأيام الأولى للاستقلال، للأسف مشكلتنا لا نؤمن بالتكوين والاستمرارية والمشاريع.
– بالحديث عن الاستمرارية، هل سيبقى المدرب بن سماعين على رأس المنتخب؟
لم نقم بالاجتماع التقييمي الذي سيشمل كل النقاط، طريقة التسيير وكيفية اختيار اللاعبين وطريقة العمل والتواصل ونظرته المستقبلية، وبعدها سنقرّر في مصيره، مهما كان القرار الاستمرارية التي أتحدّث عنها الرجال تتغير ومن بينهم أنا، لكن الذي يأتي ورائي لا يجب أن يبدأ من النقطة الصفر، ويقول الذي قبلي لم يترك لي شيء.
– منتخب أقل من 17 سنة واجه منتخب السنغال، تحضيرا لدورة شمال إفريقيا التي تحتضنها الجزائر، ما هو هدفكم الأول؟
فريق أقل من 17 سنة كان محظوظا مقارنة بفئة أقل من 20 سنة الذي لم يكن له الوقت الكافي للتحضير، الحمد لله تمكّنت من إقناع مسؤولي اتحاد شمال إفريقيا بتمديد وقت التحضيرات قصد التحضير الجيد للمنافسة، وهو ما مكّننا من برمجة مباراة ودية دولية للتحضير الجيد للمنافسة التي نهدفه من خلالها التأهل لكأس أمم إفريقيا، كما أن المقابلة الدولية تدخل في إطار التكوين القاعدي للاعبين، عندما نعوّد لاعبينا على خوض مباريات ودية دولية سنحضّرهم لخوض المنافسات الكبرى دون عقد.