قبل تنقل فريق مولودية الجزائر إلى تونس اليوم لخوض مباراة إياب الدور التمهيدي الثاني من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، اتّصلنا بالمدرب نبيل نغيز الذي حدّثنا عن انطلاقة الموسم الإيجابية ومباراة الأربعاء المقبل ضد الصفاقسي، وعن الذين ينتظرون أول تعثر للفريق لنشر «سمومهم» ومحاولة زعزعة استقرار العميد، في هذا الحوار.
– الشعب: المولودية حقّقت 6 انتصارات وثلاث تعادلات منذ بداية الموسم، وهي أفضل انطلاقة للفريق منذ موسم (2009 – 2010)، هل بدأ الحلم باللقب؟
مدرب مولودية الجزائر نبيل نغيز: الفريق في بداية الموسم وما حقّقناه لحد الآن ما هو إلا بداية، نتمنى أن تتضافر جهود كل اللاعبين والأنصار والمسيّرين في اتجاه واحد، أظن أن لدينا فريق يمكن أن يتحسن مستواه أكثر في المستقبل، ولكن في الظرف الراهن يجب أن نواصل العمل وأن تبقى الحيطة والحذر من كل المنافسين، المولودية إذا توفرت فيها الظروف ويكون الجو والمحيط ملائمين ونقوم بحماية المجموعة، أعتقد بأنه يمكننا أن نحقق موسما كبيرا يليق بالعميد وبمئوية تأسيسه.
– نشاهد أنّك تسيّر مجموعتك جيدا، والأنصار يقومون بدور كبير للرفع من معنوياتكم قبل كل مباراة؟
أجواء فريدة من نوعها يصنعها الأنصار الذين يدعّموننا بشكل كبير ومنقطع النظير، رغم منعهم من دخول المدرجات بسبب الظرف الصحي الذي تعيشه البلاد، إلا أنهم في كل مرة يرافقون حافلة الفريق من عين البنيان إلى ملعب المباراة بالرايات والأهازيج والألعاب النارية، ويصنعون صورا رائعة سواء كانت المواجهة في الأمسية أم ليلا، والأكثر من ذلك أنهم يتنقلون بأعداد كبيرة، وكل التضحيات التي نقوم بها على أرضية الميدان من أجلهم، ضد شباب قسنطينة رافقونا رغم برودة الطقس والأمطار الغزيرة، ومهما طال غيابهم عنا سيبقون معنا، هدفنا هذا الموسم إسعادهم لكن أطالبهم بالحيطة والحذر لأن هناك نوايا خبيثة لزعزعة استقرار الفريق، وعليهم الوقوف في وجه الذين يبحثون عن تكسير عملنا بعد أول عثرة، نحتاج إلى أنصارنا في الفوز لكن نحتاجهم أكثر عندما ينهزم الفريق، لأن الذي يملك نوايا خبيثة يبحث عن تلك اللحظة بفارغ الصبر للاصطياد في المياه العكرة، نحن بحاجة لأنصارنا أكثر في وقت الشدة.
– بعد طرد «حرّاق» قمتم بتغيير ناجح رغم أنّ الكثيرين انتقدوا التغييرات التي قمتم بها في تلك اللحظة؟
مباراة شباب قسنطينة كان فيها ضغط كبير بعد طرد حرّاق، خصوصا أن جل اللاعبين كانوا منهكين جراء المباريات السبعة التي لعبناها خلال شهر من الزمن بعد توقف جد طويل عن التدريبات والمنافسة الرسمية، التغيير الذي قمت به كان منطقيا، الفريق كان منقوصا من الجانب العددي وإعادة التوازن يأتي بدمج حداد وبراهيمي، الأول لإضافة الزيادة العددية في الدفاع والثاني أشركته في تغيير تكتيكي كون لعمارة يملك نزعة هجومية والثاني يدافع جيدا، وعندما تعيد التوازن في الخط الخلفي تضمن أمرا هو عدم الانهزام، معطيات المباراة والتعب والغيابات التي كانت في الفريق بسبب الإصابة والعقوبة، وكذلك بالنسبة للمنافس الذي يملك لاعبوه خبرة كبيرة في المحترف الأول وكانوا جد منظمين فوق أرضية الميدان، التعادل أمامهم كان ليكون بمثابة الفوز، وكنت متأكدا بأنهم كانوا سيرمون بكامل ثقلهم في المواجهة لمحاولة فتح باب التهديف، وهو ما سيخلق بعض الفراغات الدفاعية وكانت ستأتينا فرصة وحيدة على الأقل، وهو ما حصل في المقابلة، بالإضافة إلى كل هذا بعد طرد حراق أصبحنا أكثر تنظيما فوق أرضية الميدان، في البداية لم نجد معالمنا ولم نتمكن من فرض منطقنا وظهر التعب على اللاعبين، البطاقة الحمراء كانت إيجابية أكثر منها سلبية، لأن كل لاعب ضاعف مجهوداته فوق أرضية الميدان، والحمد لله التغيرات التي قمنا بها كانت إيجابية، حيث أن براهيمي سجل هدف الفوز وحداد أخرج كرة من على خط المرمى وحرم شباب قسنطينة من تسجيل هدف التعادل.
– بالحديث عن هذه اللقطة لاحظنا تأثّر صالحي الذي كان بعيدا عن المنافسة..أليس كذلك؟
يمكنني القول أنه يسير في الطريق الصحيح ويتجه لاستعادة مستواه قريبا، صالحي حارس يتميز بإمكانيات كبيرة وحامي عرين حقيقي يجلب لك الأمان في كل المباريات، قوّته أنه حارس هادئ مهما كان المنافس أو قيمة المباراة التي يخوضها، ويملك نفس شخصية حارس الخضر رايس الوهاب مبولحي.
– سياسة التدوير التي تقومون بها كانت ناجحة إلى أبعد الحدود؟
كثافة المباريات أثّرت علينا بعض الشيء، ولم نكن محظوظين في الرزنامة، كثافة المواجهات أعاقتنا كثيرا وتسبّب في عدة إصابات، نحن نمر بفترة صعبة جدا في هذه البداية التي تعتبر أول منعرج خطير في الموسم، ونهدف للخروج منها بسلام خصوصا أننا في البداية والبداية مهمة في كرة القدم لكن الأعمال بخواتمها، الآن قمنا بوضع حجر الأساس وكونا مجموعة متكاملة منسجمة ومتوازنة، وأكثر من ذلك تملك شخصية وقوة ذهنية وإرادة وعزيمة، وفوق الميدان يمكننا تطوير أسلوب لعبنا أكثر، علينا الحفاظ على الأرجل فوق الأرض الموسم طويل وسنعمل على أن نطور مستوانا أكثر، لهذا أكرّر ما هي إلا بداية والأصعب قادم.
– ستواجهون النادي الصفاقسي بتونس هل ستخوضون هذا اللقاء بكامل التعداد؟
شرعنا في التحضير لهذا اللقاء اليوم بمركز الإطعام والفندقة بعين البنيان، وغدا سنسافر إلى تونس للتأقلم والاسترجاع الذي سيكون مهما لهذا اللقاء، يجب أن أذكر أن مباراة الإياب ستكون مختلفة تماما عن مباراة الذهاب أمام فريق قوي وعنيد فوق ميدانه، المنافس سيبحث عن الثأر منا بعد هزيمة الذهاب، خصوصا أنها خلفت ردود أفعال قوية في تونس كون الفريق يطمح لمعانقة الألقاب من جديد هذا الموسم، انتدب لاعبين أجانب ويملك كل أوراق النجاح، المواجهة صعبة جدا وستلعب في الذهن، وهي مواجهة فاصلة سنخوضها بتركيز كبير وإرادة وعزيمة والطموح في بلوغ دور المجموعات، الأمر الإيجابي هو أنّنا سنسترجع على الأقل لاعبين أو ثلاثة، ويبقى التوفيق بيد الله سبحانه.
شعارنا هذا الموسم دائما لعب كل المباريات من أجل تحقيق الفوز ولا غير، غرسنا هذه الثقافة في ذهن اللاعبين وبدأت تجلب النتائج.