يواصل المخرج الشاب ابن مدينة بونة حراث عبد الرحمان، حصد الجوائز الوطنية والدولية، مبيّنا عن قدرات شباب الجزائر في مختلف المجالات والميادين، وعلى رأسها الفن السابع والذي أثراه بالرغم من تجربته الفتية بمجموعة من الأعمال السينمائية القيمة، على غرار عمله الأخير «جميلة في زمن الحراك» الذي جعله يتربّع على عرش الشباب المبدع في مجال السينما والسمعي البصري، بعد افتكاكه لجائزة علي معاشي في طبعتها الأخيرة.
أكّد المخرج عبد الرحمان حراث في حديث لـ «الشعب»، أهمية تتويجه بجائزة «علي معاشي» للشباب المبدع في فئة السينما والسمعي البصري، قائلا إنّه كشاب جزائري مبدع في بداية مشواره الفني، ستفتح له الطريق من أجل الإبداع أكثر في المجال السينمائي، كما أنّ اسم الجائزة في حد ذاتها ستزيد من قيمته الفنية، لا سيما فيما يخص سيرته الذاتية من أجل القيام بأعمال أخرى، وزرع الثقة مع الجهات التي سيتعامل معها مستقبلا.
وأشار حراث إلى أنه تلقى خبر تتويجه بكل فخر واعتزاز، مؤكدا أنه كان ينتظر حصوله على الجائزة، كونه واثق من العمل المشارك به، والذي سبق وأن افتك الجائزة الأولى في مسابقة «الجزيرة الوثائقية» من بين أكثر من 400 مشارك من 30 بلدا، ولهذا يقول «ارتأيت وبكل تواضع بأنه سيكون حتما من ضمن المتوجين في جائزة رئيس الجمهورية، والتي برغم الصعاب التي واجهتنا آنذاك بسبب انتشار جائحة كورونا، وتعليق الرحلات ما بين الولايات، إلا أنّني سعيت جاهدا للمشاركة، خصوصا وأن الوزارة الوصية كانت قد فتحت المجال الزمني من أجل مشاركة أوسع».
عبد الرحمان حراث أوضح أنه يسعى لأن يقدم للجزائر تحفا سينمائية تتباهى بها في المحافل الثقافية السينمائية الكبرى، «أستطيع أن أقول إنّني وباقي شباب الجزائر المبدع نسعى لإرجاع هيبة السينما الجزائرية كما كانت في الماضي». وبخصوص مشاركته في جائزة علي معاشي، أشار إلى أنه كان يحلم دوما التتويج بها، وهو ما جعله يسعى لإنجاز فيلم سينمائي يمكنه من دخول المنافسة ليكون من ضمن المتوّجين.
وأضاف المخرج الشاب أنّه عندما بدأ في التحضير للفيلم، لم يكن فقط من أجل عمل سينمائي والمشاركة به، بل اجتهد في اختيار الموضوع المناسب، وكيفية معالجته من أجل المنافسة القوية وإبراز قدراته الفنية التي تؤهله لافتكاك الجوائز عن جدارة، مشيرا إلى أن «جميلة في زمن الحراك» هو أول فيلم وثائقي له، قرّر خوض تجربته بمساعدة المخرج سعيد ولد خليفة، ويروي حكاية المرأة التي عانت من التشرد لمدة 15 سنة، حيث كانت تعيش حياة عادية، إلى غاية وفاة زوجها، لتنقلب حياتها رأسا على عقب، ويصبح الشارع مأواها، لتجد بعد ذلك في الحراك الشعبي الجزائري أملا ومتنفّسا لتسمع صوتها، وتطارد به أحلامها في حياة أخرى جديدة.
وبالمقابل أثنى عبد الرحمان حراث في ختام حديثه على دور الإعلام في صنع اسم للشباب المبدع، والتعريف بمواهبهم للمواطن الجزائري.