شددت مجلة “الجيش” في افتتاحية عددها الأخير، على أن الجزائر ستظل “عصية” على الأعداء، والتفكير في المساس بأمنها وسلامتها وسيادتها هو “من قبيل الوهم و السراب”.
وأكدت مجلة “الجيش” على أن الشعب الجزائري “يدرك يقينا ويؤمن بالقطع أن جيشه سيبقى درعا متينا وقوة ردع ضد أي تهديد أو حتى مجرد نية من أي جهة أو تحالف كان”.
وذكّرت المجلة في افتتاحيتها أن الجيش الوطني الشعبي يعد “السند القوي للشعب” كما أن هذا الأخير يمثل “العمق الاستراتيجي” للجيش و “زاده البشري الذي لا ينضب”.
وأعربت في السياق أنه “سيظل الجيش الوطني الشعبي يواجه التحديات الأمنية المتسارعة في محيطنا الجغرافي و يتصدى لكل المحاولات العبثية و الآمال الوهمية”، مبرزة استعداده للتضحية في هذا السبيل، مستندا في ذلك إلى “ترسانته القوية و وحداته المحنكة، و قبلهما عزيمة الرجال الأشاوس الذين لا ترهبهم التهديدات ولا التحالفات، لأنهم بكل بساطة يحملون الجزائر في قلوبهم و يؤمنون بعقيدة جيشهم”.
وأضافت لسان حال الجيش أنهم “لا يحيدون عن مبادئهم الثابتة، التي لا تباع ولا تشترى، ينصرون الضعيف ويساندون كل المظلومين التواقين للحرية ويظلون دوما أوفياء لتضحيات أسلافهم”، مضيفة “فهذا الشبل من هذا الأسد”
وأكّدت أن الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد على غرار باقي دول العالم، لم يعرقل نشاطات الجيش الذي واصل نشاطه العملياتي والتحضير القتالي للقوات المسلحة والعمل على عدة جبهات، سواء فيما تعلق بالقضاء على فلول الإرهاب أو محاربة التهريب والجريمة المنظمة.
وتوقفت في السياق، عند تحييد أفراد الجيش الوطني الشعبي لعدد من الإرهابيين و تمكنهم من استرجاع أسلحة و ذخيرة “كانت موجهة أساسا لضرب الاستقرار الذي تنعم به بلادنا”، إلى جانب استرجاع أموال كانت قد قدمت فدية لإرهابيين و ذلك “بما ينسجم مع المقاربة الجزائرية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب”.
كما ذكّرت بإحباط وحدات الجيش الوطني الشعبي لمحاولة إدخال كميات “معتبرة” من المخدرات عبر الحدود الغربية للبلاد، مستشهدة بالإحصائيات التي أصدرتها المصالح المختصة و التي تفيد بضبط أطنان من هذه السموم على مستوى هذه المناطق.
واستعرضت افتتاحية الجيش النشاطات الجوارية لأفراد الجيش الذين يقفون إلى جانب المواطنين، في كل الظروف، لاسيما في عمليات التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية والكشف عن فيروس كوفيد-19، ناهيك عن حملة التشجير وفك العزلة عن المواطنين بالجهات التي تشهد تساقطا كثيفا للثلوج.
واعتبرت أن هذه الحقائق “رسالة إلى حفنة من المرتزقة والمتسلقين الذين أدمنوا الاصطياد في الأوحال و تعودوا على تأويل الأحداث على أهوائهم”،لكونهم “يتجاهلون أو يجهلون أن الرابطة بين الأمة و جيشها ليست حديثة النشأة أو ظرفية أملتها أحداث استثنائية غير متوقعة”.
وتطرقت مجلة الجيش في افتتاحيتها إلى الحدث البارز الذي عرفته الجزائر خلال السنة الفارطة و المتمثل في الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور الذي “جنب بلادنا التعرض لمعاضل لا تحمد عقباها و سيسمح لها بالتفرغ للتنمية الوطنية الحقيقية وإشراك الشباب والمجتمع المدني فعليا في عملية البناء و التشييد و منحه الفرصة للمساهمة في إحداث التغيير الشامل و من ثم الرقي بالمجتمع على عديد الأصعدة”.