شددت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، على ضرورة رد الاعتبار لرموز الجزائر الأدبية والفكرية وتقديم منجزاتها للأجيال القادمة، معبرة عن استيائها لبعض العبث الذي يطال الكثير من منجزاتهم من قبل من يفترض منهم أن ينتبهوا للمنجز قبل أن يميلوا للرأي الطائش.
كشفت وزيرة الثقافة الفنون في كلمتها الافتتاحية للندوة الوطنية: “عبد الحميد بن هذوقة”، عن قرار احتضان المكتبة الوطنية الحامة لندوة شهرية تخصص كل مرة لأحد رموز الجزائر الأدبية والعلمية والفكرية.
وبررت بن دودة هذا القرار بقولها: هؤلاء الذين أناروا لنا الطريق في الأوقات الحالكة والمظلمة للوطن، يحتاجون منا الوفاء لذاكرتهم والعمل بجد لانقاذ الأجيال القادمة من مناف التاريخ والرموز وتكريسهم كآباء وحراس على ذاكرة الوطن، لأن ذكر منجز السلف هو حفاظ على منجزات الخلف.
ودعت الوزيرة المثقفين والكتاب والباحثين إلى “إنجاز قصص حياة الرموز والأدباء تدوينا لمساراتهم ومن أجل تاريخ الجزائر الذي يؤسس حول الأدب والفكر والفن والفلسفة ..”، معتبرة أن التحدي الأكبر اليوم هو ” استرجاع هذه الرموز من النسيان وزرعها في الراهن”.
وأوضحت وزيرة الثقافة والفنون أن عبد الحميد بن هذوقة أكبر من النسيان وقد استحوذ على نصيب العظماء في الذاكرة الأدبية الجزائرية، وحاز مقام الكبار إلى جانب محمد ديب ومالك حداد، وآسيا جبار والطاهر وطار وجمال عمراني.
وذكرت أن بن هذوقة اختار السبق من الجميع ليصير من الآباء المؤسسين للرواية “كان بن هذوقة رجلا أديبا حكيما حاملا للقيم، اتسمت نصوصه بالنضج والوعي. منذ البداية كان روائيا واقعا وواقعيا ممارسة عاش منسجما في حياته وأدبه ورؤاه.
وخصصت أشغال اليوم الأول من الندوة الوطنية إلى عرض كتاب عبد الحميد بن هذوقة رائد الرواية الجزائرية ، وإلى محاضرات حول: “الريف والمرأة، توظيف التراث في أعمال وروايات بن هذوقة وقراءة في عناوينه”.
للإشارة تستمر أشغال الندوة الوطنية عبد الحميد بن هذوقة: “الرّواية الجزائريّة… من التأسيس إلى التكريس بالمكتبة الوطنية الحامة، إلى غاية 11 جانفي الجاري، بمشاركة مُتدخّلون ومُحاضرون ودارسون لأعمال الرّاحل، كما تحتضن المكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية لقاءات حول الأديب ومساره الكبير.